أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/العدل/الجبر والتفويض/الإمام الكاظم (عليه السلام)
عن داود بن قبيصة قال: سمعت الرضا
عليه السلام: يقول: سئل أبي عليه السلام هل منع الله عما أمر به
؟ وهل نهى عما أراد ؟ وهل أعان على ما لم يرد ؟ فقال: عليه السلام أما ما سألت: هل
منع الله عما أمر به ؟ فلا يجوز ذلك، ولو جاز ذلك لكان قد منع إبليس عن السجود لآدم،
ولو منع إبليس لعذره ولم يلعنه ; وأما ما سألت: هل نهى عما أراد، فلا يجوز
ذلك، ولو جاز ذلك لكان حيث نهى آدم عن أكل الشجرة أراد منه أكلها، ولو أراد منه أكلها
ما نادى عليه صبيان الكتاتيب {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } [طه: 121] والله تعالى لا يجوز عليه
أن يأمر بشئ ويريد غيره ; وأما ما سألت عنه من قولك: هل أعان على ما لم يرد ؟ فلا
يجوز ذلك، وجل الله تعالى عن أن يعين على قتل الانبياء و تكذيبهم، وقتل الحسين بن
علي والفضلاء من ولده، وكيف يعين على ما لم يرد وقد أعد جهنم لمخالفيه، ولعنهم
على تكذيبهم لطاعته، وارتكابهم لمخالفته ; ولو جاز أن يعين على ما لم يرد لكان أعان
فرعون على كفره وادعائه أنه رب العالمين !، أفترى أراد الله من فرعون أن يدعي
الربوبية ؟ يستتاب قائل هذا فإن تاب من كذبه على الله. وإلا ضربت عنقه.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 5 / صفحة [ 25 ]
تاريخ النشر : 2024-01-28