أخبرني أبو الحسن علي بن خالد، قال: حدثنا زيد بن الحسين الكوفي، قال:
حدثنا جعفر بن نجيح، قال: حدثنا جندل بن والق التغلبي، قال: حدثنا محمد بن محمد بن
عمر المازني، عن أبي زيد الأنصاري، عن سعيد بن بشير، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب،
قال: سمعت رجلا يسأل ابن عباس عن علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، فقال له ابن عباس:
إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) صلى القبلتين، وبايع البيعتين، ولم يعبد صنما ولا وثنا،
ولم يضرب على رأسه بزلم ولا يقدح، ولد على الفطرة، ولم يشرك بالله طرفة عين.
فقال الرجل: إني لم أسألك عن هذا، إنما أسألك عن حمله سيفه على عاتقه يختال
به حتى أتى البصرة فقتل بها أربعين ألفا، ثم صار إلى الشام فلقي حواجب العرب فضرب بعضهم
ببعض حتى قتلهم، ثم أتى النهروان وهم مسلمون فقتلهم عن آخرهم.
فقال له ابن عباس: أعلي أعلم عندك أم أنا؟ فقال: لو كان علي أعلم عندي
منك لما سألتك.
قال: فغضب ابن عباس
حثى اشتد غضبه، ثم قال: ثكلتك أمك، علي (عليه السلام) علمني، وكان علمه من رسول الله
(صلى الله عليه وآله)، ورسول الله علمه الله من فوق عرشه، فعلم النبي (صلى الله عليه
وآله) من الله، وعلم علي (عليه السلام) من النبي (صلى الله عليه وآله)، وعلمي من علم
علي (عليه السلام)، وعلم أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) كلهم في علم علي كالقطرة
الواحدة في سبعة أبحر.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 11
تاريخ النشر : 2024-01-10