أخبرنا محمد بن
محمد، قال: أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن علي بن عبد
الكريم الزعفراني، قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا محمد بن
عثمان، عن أبي عبد الله الأسلمي، عن موسى بن عبد الله الأسدي، قال: لما انهزم أهل البصرة
أمر علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن تنزل عائشة قصر أبي خلف، فلما نزلت جاءها عمار
بن ياسر (رضي الله عنه) فقال لها: يا أمة كيف رأيت ضرب بنيك دون دينهم بالسيف؟ فقالت:
استبصرت يا عمار من أجل أنك غلبت.
قال: أنا أشد استبصارا
من ذلك، أما والله لو ضربتمونا حتى تبلغونا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنكم على
الباطل.
فقالت له عائشة:
هكذا يخيل إليك، اتق الله يا عمار، فإن سنك قد كبرت، ودق عظمك، وفنى أجلك، وأذهبت دينك
لابن أبي طالب.
فقال عمار (رحمه
الله): إني والله اخترت لنفسي في أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فرأيت عليا
أقرأهم لكتاب الله (عز وجل)، وأعلمهم بتأويله، وأشدهم تعظيما لحرمته،
وأعرفهم بالسنة، مع قرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعظم عنائه وبلائه في
الاسلام، فسكتت.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 142
تاريخ النشر : 2024-01-05