أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الجنة والنار/الجنة ونعيمها/الإمام الصادق (عليه السلام)
هشام بن الحكم، سأل الزنديق أبا عبد الله
عليه السلام فقال: من أين قالوا: إن أهل الجنة يأتي الرجل منهم إلى ثمرة
يتناولها فإذا أكلها عادت كهيئتها ؟ قال: نعم
ذلك على قياس السراج يأتي القابس فيقتبس منه فلا ينقص من ضوئه شئ وقد امتلات الدنيا
منه سرجا، قال: أليسوا يأكلون ويشربون ؟ وتزعم أنه لا تكون لهم الحاجة ! قال:
بلى لان غذاءهم رقيق لا ثفل له، بل يخرج من أجسادهم بالعرق، قال: فكيف تكون الحوراء
في كل ما أتاها زوجها عذراء ؟ قال: إنها خلقت من الطيب لا تعتريها عاهة،
ولا تخالط جسمها آفة، ولا يجري في ثقبها شئ ولا يدنسها حيض، فالرحم ملتزقة، إذ ليس
فيه لسوى الاحليل مجرى، قال: فهي تلبس سبعين حلة و يرى زوجها مخ ساقها من وراء
حللها وبدنها ؟ قال: نعم كما يرى أحدكم الدراهم إذا القيت في ماء صاف قدره قيد
رمح، قال: فكيف ينعم أهل الجنة بما فيها من النعيم وما منهم أحد إلا وقد افتقد
ابنه أو أباه أو حميمه أو امه ؟ فإذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى
النار ؟ فما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار يعذب ؟ قال عليه السلام: إن أهل
العلم قالوا: إنهم ينسون ذكرهم، وقال بعضهم: انتظروا قدومهم ورجوا أن يكونوا بين
الجنة والنار في أصحاب الاعراف، الخبر.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 8 / صفحة [ 136 ]
تاريخ النشر : 2023-12-23