أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/الامام حجة الله والدليل عليه وان الارض لا تخلو من حجة/الامام الباقر عليه السلام
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن يزيد الكناسي ، قال: سألت أبا جعفر عليه
السلام أكان عيسى ابن مريم عليه السلام حين تكلم في المهد حجة [ا]لله على أهل
زمانه؟ فقال: كان يومئذ نبيا حجة [ا]لله غير مرسل أما تسمع لقوله حين قال: {إِنِّي
عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي
مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ
حَيًّا} [مريم: 30 - 31] قلت: فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال وهو في
المهد؟ فقال: كان عيسى في تلك الحال آية للناس ورحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر
عنها وكان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال، ثم صمت فلم يتكلم حتى مضيت له
سنتان وكان زكريا الحجة لله عز وجل على الناس بعد صمت عيسى بسنتين ثم مات زكريا
فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير، أما تسمع لقوله عز وجل: {يَا
يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا} [مريم: 12]
فلما بلغ عيسى عليه السلام سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله تعالى
إليه، فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين وليس تبقى الأرض يا أبا خالد
يوما واحدا بغير حجة لله على الناس منذ يوم خلق الله آدم عليه السلام وأسكنه
الأرض، فقلت: جعلت فداك أكان علي عليه السلام حجة من الله ورسوله على هذه الأمة في
حياة رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: نعم يوم أقامه للناس ونصبه علما ودعاهم
إلى ولايته وأمرهم بطاعته، قلت: وكانت طاعة علي عليه السلام واجبة على الناس في
حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وبعد وفاته؟ فقال: نعم ولكنه صمت فلم يتكلم مع
رسول الله صلى الله عليه وآله وكانت الطاعة لرسول الله صلى الله عليه وآله على
أمته وعلى علي عليه السلام في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وكانت الطاعة من
الله ومن رسوله على الناس كلهم لعلي عليه السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه
وآله وكان علي عليه السلام حكيما عالما.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 382
تاريخ النشر : 2023-08-28