الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : السبت ١٦ محرم ١٤٤٧هـ المصادف ۱۲ تموز۲۰۲٥م

نهج البلاغة
الخطب
الكتب
الحِكم
نهج البلاغة/الخطب/الخطبة -25-حين تواترت عليه الاَخبار باستيلاءِ أصحاب معاوية على البلاد
كلامه عليه السلام حين تواترت عليه الاَخبار باستيلاءِ أصحاب معاوية على البلاد
تاريخ النشر : 2023-06-18
ومن خطبة له (عليه السلام) ([1]):
وقد تواترت عليه الأَخبار باستيلاءِ أصحاب معاوية على البلاد، وقدم عليه عاملاه على اليمن ـ وهما عبيد الله بن العباس وسعيد بن نمران ـ لمّا غلب عليها بُسْرُ بن أبي أَرْطَاة، فقام (عليه السلام) إلى المنبر ضجراً بتثاقل أَصحابه عن الجهاد، ومخالفتهم له في الرأْي، وقال:مَا هِيَ إِلاَّ الكُوفَةُ، أقْبِضُهَا وَأَبْسُطُهَا، إنْ لَمْ تَكُوني إِلاَّ أَنْتِ، تَهُبُّ أَعَاصِيرُكِ، فَقَبَّحَكِ اللهُ!
وتمثّل:
لَعَمْرُ أَبِيكَ الـخَيْرِ يَا عَمْرُو إِنَّني *** عَلَى وَضَرٍ([2]) ـ مِنْ ذَا الاِنَاءِ ـ قَلِيلِ
ثم قال (عليه السلام): أُنْبِئْتُ بُسْراً قَدِ اطَّلَعَ اليَمَنَ، وَإِنِّي وَاللهِ لَأظُنُّ هؤُلاءِ القَوْمَ سَيُدَالُونَ مِنْكُمْ([3]) بِاجْتِماعِهمْ عَلَى بَاطِلِهمْ، وَتَفَرُّقِكُمْ عَنْ حَقِّكُمْ، وَبِمَعْصِيَتِكُمْ إِمَامَكُمْ في الحَقِّ، وَطَاعَتِهِمْ إِمَامَهُمْ في البَاطِلِ، وَبِأَدَائِهِمُ الأمَانَةَ إِلَى صَاحِبِهِمْ وَخِيَانَتِكُمْ، وَبِصَلاَحِهمْ في بِلَادِهِمْ وَفَسَادِكُمْ، فَلَوِ ائْتَمَنْتُ أَحَدَكُمْ عَلَى قَعْبٍ لَخَشِيتُ أَنْ يَذْهَبَ بِعِلاَقَتِهِ. اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ مَلِلْتُهُمْ وَمَلُّوني، وَسَئِمْتُهُمْ وَسَئِمُوني، فَأَبْدِلْنِي بِهِمْ خَيْراً مِنْهُمْ، وأَبْدِلْـهُمْ بِي شَرَّاً مِنِّي([4])..  اللَّهُمَّ مِثْ([5])  قُلُوبَهُمْ كَمَا يُمَاثُ الْـمِلْحُ فِي الْـمَاءِ. أَمَا وَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ لِـِي بِكُمْ أَلفَ فَارِسٍ مِنْ بَنِي فِرَاسِ بْنِ غَنْمٍ:   هُنَالِكَ، لَوْ دَعَوْتَ، أَتَاكَ مِنْهُمْ *** فَوَارِسُ مِثْلُ أَرْمِيَةِ الحَمِيمِ ثُمَّ نَزَلَ (علیه السلام) مِنَ الْمِنْبَرِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]ـ روى صدر الخطبة باختلاف في زيادةٍ ونقصان يسيرين كلّ من الثقفيّ (ت283) في الغارات 2: 636، وابن حبان (ت 354) في الثقات 2: 301، وابن عساكر (ت571) في تاريخ دمشق 42: 535. وروى ذيلها أي قوله (عليه السلام): «انّي قد مللتهم وملّوني ...» باختلاف أيضاً ابن سعد (ت230) في الطبقات 5: 93، والبلاذري (ت279) في أنساب الأشراف 3: 156، وابن عبد ربه (ت328) في العقد الفريد 1: 136) كتاب الحروب.
[2]ـ الوضر: الدسم الباقي في الاناء، ويستعار لكلّ بقية من شيء يقلّ الانتفاع به. أراد (عليه السلام) إنّه إن لم يبق لي من الولاية في زمن الخلافة إلّا الكوفة، فإنّه بمنزلة هذا الشاعر الذي لم يبق له إلّا ما ذكر من الوضر.
[3]ـ سيدالون منكم: أي يغلبونكم وتكون لهم الدولة عليكم.
[4]ـ قد سئل الشيخ المفيد، عن معنى كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) هذا، ووجه تأويله، فقال: «إنّ العرب تصف الإنسان بما يعتقده في نفسه وإن كان اعتقاد ذلك باطلاً، وتذكر أنفسها بما هي على خلافه لاعتقاد المخاطب فيها ذلك، ولما ذكرنا نظائر في القرآن وأشعار العرب والفصحاء.
قال الله عزّ اسمه: «ذق انّك أنت العزيز الكريم» ولم يكن كذلك بل كان ذليلا لئيماً، فوصفه بضدّ ما هو عليه لاعتقاده ذلك في نفسه، واعتقاد من اعتقد فيه ذلك. وقال حكاية عن موسى (عليه السلام) فيما خاطب به السامري: «وانظر إلى الٰـهك الذي ظلت عليه عاكفاً» ولم يرد إلٰـهه في الحقيقة الذي هو الله عز وجلّ، وإنّما أراد إلهه في اعتقاده. وقال حسّان بن ثابت يردّ على أبي سفيان فيما هجا به النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم):   أتهجوه ولست له بندّ ***  فشرّكما لخيركما الفداء
ولم يكن في النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) شرّ ولا كان شريراً حاشاه من ذلك، وإنّما أراد حسّان بما أورده من لفظ الدعاء في البيت الذي أثبتناه عنه، ما قدّمناه من تعلّق الصفة باعتقاد المخاطب، أو تقديرها على ما يمكن من اعتقاد الخطأ في ذلك حسب ما شرحناه، وفي معنى ذلك قوله تعالى: (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) الصافات: 62، ومعلوم أنّه لا خير في شجـرة الزقـوم على حـال، ونظـائر ذلك كثيرة» [المسائل العكبريّة: 35].
[5] ـ ماث الشيء: أذابه.
واعلم أنّه قد تمسّك البعض بمقاطع من هذه الخطبة وغيرها من الخطب التي يذمّ فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) جيشه، وجعلوها ذريعة للطعن على الشيعة. وفيه أنّ الذمّ الوارد في هذه الخطبة وغيرها من الخطب، لم يتوجّه لشيعة عليّ (عليه السلام) ولا لخلّص أصحابه، ولم يكن هؤلاء الذين ورد الذمّ بحقّهم من الشيعة، وإلّا كيف يعصون إمامهم ولا يطيعونه ويخالفون أوامره، ومجرّد تواجد اولئك في جيشه لا يكفي بعدّهم من الشيعة، وإلّا لزم أن يكون الخوارج الذين كفّروا علياً واستحلّوا دمه ودم أصحابه من الشيعة أيضاً لوجودهم في معسكر عليّ (عليه السلام).
فالشيعة اصطلاح له معنى ومميّزات خاصة، وهم الذين والوا علياً واعتقدوا بإمامته بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بلا فصل، واعتقدوا تفضيله على من تقدّمه، فكم ترى كان عددهم في جيش عليّ (عليه السلام) آنذاك؟!
هذا بالإضافة إلى أنّ كثيراً منهم كان يعتقد بكونه (عليه السلام) رابع الخلفاء لا أكثر ـ كما عليه أهل السنّة ـ فهم في الحقيقة سنّة لا شيعة، والذمّ توجّه إلى عامّة الناس الذين كانوا في جيش عليّ (عليه السلام) لا الشيعة.

تاريخ النشر : 2023-06-18


Untitled Document
دعاء يوم السبت
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، بِسْمِ اللهِ كَلِمَةُ الْمُعْتَصِمينَ وَمَقالَةُ الْمُتَحَرِّزينَ، وَاَعُوذُ بِاللهِ تَعالى مِنْ جَوْرِ الْجائِرينَ، وَكَيْدِ الْحاسِدينَ وَبَغْيِ الظّالِمينَ، وَاَحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الْحامِدينَ. اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْواحِدُ بِلا شَريكِ، وَالْمَلِكُ بِلا تَمْليك، لا تُضادُّ فى حُكْمِكَ وَلا تُنازَعُ فى مُلْكِكَ. أَسْأَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَنْ تُوزِعَنى مِنْ شُكْرِ نُعْماكَ ما تَبْلُغُ بي غايَةَ رِضاكَ، وَاَنْ تُعينَني عَلى طاعَتِكَ وَلُزُومِ عِبادَتِكَ، وَاسْتِحْقاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنايَتِكَ، وَتَرْحَمَني بِصَدّي عَنْ مَعاصيكَ ما اَحْيَيْتَني، وَتُوَفِّقَني لِما يَنْفَعُني ما اَبْقَيْتَني، وَاَنْ تَشْرَحَ بِكِتابِكَ صَدْري، وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزْري، وَتَمْنَحَنِيَ السَّلامَةَ في ديني وَنَفْسي، وَلا تُوحِشَ بي اَهْلَ اُنْسي وَتُتِمَّ اِحْسانَكَ فيما بَقِيَ مِنْ عُمْرى كَما اَحْسَنْتَ فيما مَضى مِنْهُ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

زيارات الأيام
زيارةِ النّبيِّ صلى الله عليه وآله في يَومِه وهو يوم السبت
اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَاَشْهَدُ اَنَّكَ رَسُولُهُ وَاَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لِاُمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ اللهِ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَاَدَّيْتَ الَّذى عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ وَاَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنينَ وَغَلَظْتَ عَلَى الْكافِرينَ وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ اليَقينُ فَبَلَغَ اللهُ بِكَ اشَرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالِ. اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ وَاَنْبِيائِكَ الْمـُرْسَلينَ وَعِبادِكَ الصّالِحينَ وَاَهْلِ السَّماواتِ وَالْاَرَضينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ مِنَ الْاَوَّلينَ وَالاخِرينَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُوِلِكَ وَنَبِيِّكَ وَاَمينِكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَ صَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَاَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضيلَةَ وَالْوَسيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحَمْوُداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْاَوَّلُونَ وَالاخِرُونَ. اَللّـهُمَّ اِنَّكَ قُلْتَ وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاؤوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً اِلـهى فَقَدْ اَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَ اْغِفْرها لي، يا سَيِّدَنا اَتَوَجَّهُ بِكَ وَبِاَهْلِ بَيْتِكَ اِلَى اللهِ تَعالى رَبِّكَ وَرَبّى لِيَغْفِرَ لى. ثمّ قل ثلاثاً: اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ ثمّ قل: اُصِبْنا بِكَ يا حَبيبَ قُلُوبِنا فَما اَعْظَمَ الْمُصيبَةَ بِكَ حَيْثُ انْقَطَعَ عَنّا الْوَحْيُ وَحَيْثُ فَقَدْناكَ فَاِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ يا سَيِّدَنا يا رَسُولَ اللهِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ هذا يَوْمُ السَّبْتِ وَهُوَ يَوْمُكَ وَاَنَا فيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ فَاَضِفْنى وَاجِرْنى فَاِنَّكَ كَريمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ وَمَأْمُورٌ بِالْاِجارَةِ فَاَضِفْني وَأحْسِنْ ضِيافَتى وَاَجِرْنا وَاَحْسِنْ اِجارَتَنا بِمَنْزِلَةِ اللهِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ آلِ بَيْتِكَ وَبِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَهُ وَبِما اسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ عِلْمِهِ فَاِنَّهُ اَكْرَمُ الْاَكْرَمينَ. كيف يُصلّى على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : يقول مؤلّف كتاب مفاتيح الجنان عبّاس القُمّي عُفى عَنْه: انّي كلّما زرته (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الزّيارة بَدَأت بزيارته عَلى نحو ما علّمه الامام الرّضا (عليه السلام) البزنطي ثمّ قرأت هذِهِ الزّيارة، فَقَدْ رُوي بسند صحيح إنّ ابن أبي بصير سأل الرّضا (عليه السلام) كيف يُصلّى على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ويسلّم عليه بَعد الصلاة فأجابَ (عليه السلام) بقوله: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ بْنَ عَبْدِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَهَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ اَشْهَدُ اَنَّكَ رَسُولُ اللهِ وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مُحمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِاُمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ رَبِّكِ وَعَبَدْتَهُ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ فَجَزاكَ اللهُ يا رَسُولَ اللهِ اَفْضَلَ ما جَزى نَبِيّاً عَنْ اُمَّتِهِ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مَحَمِّد وآلِ مُحَمِّد اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اِبْرهِيمَ وَآلِ إبراهيمَ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.