الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : السبت ٢٠ ربيع الأول ١٤٤٧هـ المصادف ۱۳ أيلول۲۰۲٥م

نهج البلاغة
الخطب
الكتب
الحِكم
نهج البلاغة/الخطب/الخطبة -14/13-كلامه عليه السلام في ذم أهل البصرة بعد وقعة الجمل
كلامه عليه السلام في ذم أهل البصرة بعد وقعة الجمل
تاريخ النشر : 2023-06-15
13- ومن كلام له ( عليه السلام ) في ذم أهل البصرة بعد وقعة الجمل:
كُنْتُمْ جُنْدَ الْـمَرْأَةِ، وَأَتْبَاعَ البَهِيمَةِ، رَغَا([2]) فَأَجَبْتُم، وَعُقِرَ فَهَرَبْتُمْ. أَخْلاَقُكُمْ دِقَاقٌ، وَعَهْدُكُمْ شِقَاقٌ، وَدِيْنُكُمْ نِفَاقٌ، وَمَاؤُكُمْ زُعَاقٌ([3]). المُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مُرْتَهَنٌ بِذَنْبِهِ، وَالشَّاخِصُ عَنْكُمْ مُتَدَارَكٌ بِرَحْمَةٍ مِنْ رَبِّهِ؛ كَأَنِّي بِمَسْجِدِكُمْ كَجُؤْجُؤِ سَفِينَةٍ([4])، قَدْ بَعَثَ اللهُ عَلَيْها العَذَابَ مِنْ فَوْقِها وَمِنْ تَحتِها، وَغَرِقَ مَنْ في ضِمْنِها.وفي رواية أُخرى: وَأيْمُ اللهِ لَتَغْرَقَنَّ بَلْدَتُكُمْ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى مَسْجِدِهَا كَجُؤْجُؤِ سَفِينَةٍ، أَوْ نَعَامَةٍ جَاثِمَةٍ([5]). ويُروى: كَجُؤْجُؤِ طَيْرٍ في لُـجَّةِ بَحْرٍ([6]).
 
14- ومن كلام له (عليه السلام) في مثل ذلك([7]):
أرْضُكُمْ قَرِيبَةٌ مِنَ المَاءِ، بَعِيدَةٌ مِنَ السَّماءِ([8])، خَفَّتْ عُقُولُكُمْ، وَسَفِهَتْ حُلُومُكُمْ، فَأَنْتُمْ غَرَضٌ لِنَابِلٍ، وَأُكْلَةٌ لِآكِلٍ، وَفَرِيسَةٌ لِصَائِلٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]- لم نعثر على كلامه  (عليه السلام) بهذه الكيفية إلّا عند الخوارزمي (ت568) في المناقب : 189. لكن ورد مضمونه في مصادر كثيرة قبل الرضي وبعده بألفاظ مختلفة وبزيادة ونقصان، شأنه شأن سائر ما روي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) أو الصحابة، إذ انّ الرواة كانوا تارة يأخذون من الحديث كلّه وتارة يأخذون بعضه لأسباب مختلفة.
أمّا مَن رواه قبل الرضيّ: ابن قتيبة (ت276) في عيون الأخبار 1: 216 في ذكر الأمصار، والدينوري (ت282) في الأخبار الطوال: 151، وابن عبد ربه (ت328) في العقد الفريد 4: 81 عن ابن عباس، والقمي (ت329) في تفسيره 2: 339 في قوله تعالى: «والمؤتفكة أهوى»، والمسعودي (ت346) في مروج الذهب 2: 377. أمّا من رواه بعد الرضي، فمنهم: الشيخ المفيد (ت413) في الجمل: 217 «عن نصر بن عمر بن سعد، عن أبي خالد، عن عبد الله بن عاصم، عن محمّد بن بشير الهمداني، عن الحرث بن سريع»، والشيخ الطوسي (ت460) في الأمالي: 702 ح6 عن موسى بن بكر، والطبرسي (ت560) في الاحتجاج 1: 250 عن ابن عباس، وابن شهر آشوب (ت588) في المناقب 2: 110 من قوله (عليه السلام): «وأيم الله لتغرقنّ بلدتكم ...»، وياقوت الحموي (ت626) في معجم البلدان 1: 436، وسبط ابن الجوزي (ت654) في التذكرة: 79. واستشهد كلّ من ابن الأثير (ت606) في النهاية 1: 225، وابن منظور (ت711) في لسان العرب 1: 42 بقوله (عليه السلام): "وكأنّي أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة أو كجؤجؤ طائر في لجة بحر".
أمّا ما تضمّنه هذا الكلام من ذمّ البصرة وأهلها، ومن معرفة الغيب الذي يقال انّه مختصّ بالله تعالى، والذي تمسّك به البعض لردّ نهج البلاغة، فنقول: امّا بالنسبة إلى ذمّ البصرة وأهلها فإنّها قضيّة في واقعة، ولم يرد الإمام (عليه السلام) ذمّها بصورة مطلقة وفي جميع الأزمان، كيف وهو الذي يمدحهم أيضاً بقوله: «يا أهل البصرة انّ الله لم يجعل لأحد من أمصار المسلمين خطة شرف ولا كرم، الّا وقد جعل فيكم أفضل ذلك وزادكم من فضله بمنّه ما ليس لهم ...» [البحار 32: 256] ولكن ورد كلامه  (عليه السلام) الذامّ لهم مورد التوبيخ كما قال  (عليه السلام) في ذيل الخطبة: «واُقسم لكم يا أهل البصرة ما الذي ابتدأتكم به من التوبيخ إلاّ تذكير وموعظة لما بعد، لكي لا تسرعوا إلى الوثوب في مثل الذي وثبتم».
وأمّا ما يدلّ على معرفة الغيب، واخباره (عليه السلام) بغرق البصرة، فهذا ممّا لا إشكال فيه، فإنّه إظهار من الله تعالى وتعليم من ذي علم، قال تعالى:«عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً * إلّا من ارتضى من رسول» [الجن: 26 ـ27].
[2]ـ الرغاء: صوت البعير، رغا البعير إذا ضجّ.
[3]- الزعاق: الماء المالح، أو المرّ.
[4]- الجؤجؤ: عظم الصدر، وجؤجؤ السفينة: صدرها.
[5]- جثم الطائر: أي تلبّد بالأرض.
[6]- وردت في بعض الشروح المطبوعة هذه الزيادة: «بلادكم أنتن بلاد الله تربة، أقربها من الماء وأبْعَدُها مِن السَّماء؛ وبها تسْعَةُ أَعْشار الشَّرِّ. المُحتَبَسُ فيها بِذَنْبِهِ، والخارِجُ بِعفْوِ الله. كأني أنظرُ إلى قرْيَتِكمْ هذه قد طَبَّقَها الماءُ، حتى ما يُرى فيها إلّا شُرَفُ المسجِدِ؛ كأنّهُ جُؤجُؤ طير في لُجَّةِ بحرٍ» ولم نوردها في المتن لخلوّ النسخ الخطية المعتمدة منها.
[7]- يبدو إنّ هذا الكلام متّحد مع ما قبله، التقطه الرضي وأورده لاختلاف الروايات، ولو راجعت المصادر التي ذكرناها آنفاً من قبيل الأخبار الطوال للدينوري، وعيون الأخبار لابن قتيبة، والجمل للشيخ المفيد، لرأيت تشابههما الكثير. علماً بأنّ الواسطي (ق6) رواها في عيون الحكم: 243 بأدنى اختلاف.
[8]ـ ذهب الراوندي في منهاج البراعة 1 :163 لتأويل قوله (عليه السلام): «بعيدة من السماء» بمعنى أنّه لا يُستجاب دعاؤهم، لكن فسّرها ابن أبي الحديد 1: 268 على ظاهرها أي بعدها الجيولوجي وقال: "وهذا الموضع من خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام)، لأنّه أخبر عن أمر لا تعرفه  العرب ولا تهتدي إليه، وهو مخصوص بالمدقّقين من الحكماء، وهذا من أسراره وغرائبه البديعة".
تاريخ النشر : 2023-06-15


Untitled Document
دعاء يوم السبت
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، بِسْمِ اللهِ كَلِمَةُ الْمُعْتَصِمينَ وَمَقالَةُ الْمُتَحَرِّزينَ، وَاَعُوذُ بِاللهِ تَعالى مِنْ جَوْرِ الْجائِرينَ، وَكَيْدِ الْحاسِدينَ وَبَغْيِ الظّالِمينَ، وَاَحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الْحامِدينَ. اَللّـهُمَّ اَنْتَ الْواحِدُ بِلا شَريكِ، وَالْمَلِكُ بِلا تَمْليك، لا تُضادُّ فى حُكْمِكَ وَلا تُنازَعُ فى مُلْكِكَ. أَسْأَلُكَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاَنْ تُوزِعَنى مِنْ شُكْرِ نُعْماكَ ما تَبْلُغُ بي غايَةَ رِضاكَ، وَاَنْ تُعينَني عَلى طاعَتِكَ وَلُزُومِ عِبادَتِكَ، وَاسْتِحْقاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنايَتِكَ، وَتَرْحَمَني بِصَدّي عَنْ مَعاصيكَ ما اَحْيَيْتَني، وَتُوَفِّقَني لِما يَنْفَعُني ما اَبْقَيْتَني، وَاَنْ تَشْرَحَ بِكِتابِكَ صَدْري، وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزْري، وَتَمْنَحَنِيَ السَّلامَةَ في ديني وَنَفْسي، وَلا تُوحِشَ بي اَهْلَ اُنْسي وَتُتِمَّ اِحْسانَكَ فيما بَقِيَ مِنْ عُمْرى كَما اَحْسَنْتَ فيما مَضى مِنْهُ، يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ.

زيارات الأيام
زيارةِ النّبيِّ صلى الله عليه وآله في يَومِه وهو يوم السبت
اَشْهَدُ اَنْ لا اِلـهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ وَاَشْهَدُ اَنَّكَ رَسُولُهُ وَاَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لِاُمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ اللهِ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَاَدَّيْتَ الَّذى عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ وَاَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنينَ وَغَلَظْتَ عَلَى الْكافِرينَ وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ اليَقينُ فَبَلَغَ اللهُ بِكَ اشَرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ اَلْحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالِ. اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ وَاَنْبِيائِكَ الْمـُرْسَلينَ وَعِبادِكَ الصّالِحينَ وَاَهْلِ السَّماواتِ وَالْاَرَضينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمينَ مِنَ الْاَوَّلينَ وَالاخِرينَ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُوِلِكَ وَنَبِيِّكَ وَاَمينِكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَ صَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَاَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضيلَةَ وَالْوَسيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحَمْوُداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْاَوَّلُونَ وَالاخِرُونَ. اَللّـهُمَّ اِنَّكَ قُلْتَ وَلَوْ اَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا اَنْفُسَهُمْ جاؤوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً اِلـهى فَقَدْ اَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبى فَصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَ اْغِفْرها لي، يا سَيِّدَنا اَتَوَجَّهُ بِكَ وَبِاَهْلِ بَيْتِكَ اِلَى اللهِ تَعالى رَبِّكَ وَرَبّى لِيَغْفِرَ لى. ثمّ قل ثلاثاً: اِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ ثمّ قل: اُصِبْنا بِكَ يا حَبيبَ قُلُوبِنا فَما اَعْظَمَ الْمُصيبَةَ بِكَ حَيْثُ انْقَطَعَ عَنّا الْوَحْيُ وَحَيْثُ فَقَدْناكَ فَاِنّا للهِ وَاِنّا اِلَيْهِ راجِعُونَ يا سَيِّدَنا يا رَسُولَ اللهِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطّاهِرينَ هذا يَوْمُ السَّبْتِ وَهُوَ يَوْمُكَ وَاَنَا فيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ فَاَضِفْنى وَاجِرْنى فَاِنَّكَ كَريمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ وَمَأْمُورٌ بِالْاِجارَةِ فَاَضِفْني وَأحْسِنْ ضِيافَتى وَاَجِرْنا وَاَحْسِنْ اِجارَتَنا بِمَنْزِلَةِ اللهِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ آلِ بَيْتِكَ وَبِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَهُ وَبِما اسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ عِلْمِهِ فَاِنَّهُ اَكْرَمُ الْاَكْرَمينَ. كيف يُصلّى على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : يقول مؤلّف كتاب مفاتيح الجنان عبّاس القُمّي عُفى عَنْه: انّي كلّما زرته (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الزّيارة بَدَأت بزيارته عَلى نحو ما علّمه الامام الرّضا (عليه السلام) البزنطي ثمّ قرأت هذِهِ الزّيارة، فَقَدْ رُوي بسند صحيح إنّ ابن أبي بصير سأل الرّضا (عليه السلام) كيف يُصلّى على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) ويسلّم عليه بَعد الصلاة فأجابَ (عليه السلام) بقوله: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ وَرَحْمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ بْنَ عَبْدِ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَهَ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَمينَ اللهِ اَشْهَدُ اَنَّكَ رَسُولُ اللهِ وَاَشْهَدُ اَنَّكَ مُحمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَاَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لِاُمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فى سَبيلِ رَبِّكِ وَعَبَدْتَهُ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ فَجَزاكَ اللهُ يا رَسُولَ اللهِ اَفْضَلَ ما جَزى نَبِيّاً عَنْ اُمَّتِهِ اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مَحَمِّد وآلِ مُحَمِّد اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اِبْرهِيمَ وَآلِ إبراهيمَ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ.