أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام/الامام علي عليه السلام
شاج [وروي] عنه
(عليه السلام) أنه قال عند توجههما إلى مكة للاجتماع مع عائشة في التأليب عليه بعد
أن حمد الله تعالى وأثنى عليه: أما بعد فإن الله عزوجل بعث محمدا (صلى الله عليه
وآله) للناس كافة وجعله رحمة للعالمين فصدع بما أمر به وبلغ رسالة ربه، فلم به
الصدع ورتق به الفتق وآمن به السبل وحقن به الدماء وألف به بين ذوي الاحن والعداوة
والوغر في الصدور والضغائن الراسخة في القلوب. ثم قبضه الله إليه حميدا لم يقصر في
الغاية التي إليها أدى الرسالة ولأبلغ شيئا كان في التقصير عنه القصد وكان من بعده
ما كان من التنازع في الامرة فتولى أبو بكر وبعده عمر ثم تولى عثمان فلما كان من
أمره ما كان أتيتموني فقلتم: بايعنا فقلت: لا أفعل قلتم: بلى فقلت: لا وقبضت يدي
فبسطتموها ونازعتكم فجذبتموها وحتى تداككتم علي كتداكك الابل الهيم على حياضها يوم
ورودها حتى ظننت أنكم قاتلي وأن بعضكم قاتل بعض وبسطت يدي فبايعتموني مختارين
وبايعني في أولكم طلحة والزبير طائعين غير مكرهين ثم لم يلبثا أن استأذناني في
العمرة والله يعلم أنهما أرادا الغدرة فجددت عليهما العهد في الطاعة وأن لا يبغيا
الامة الغوائل فعاهداني ثم لم يفيا لي ونكثا بيعتي ونقضا عهدي. فعجبا لهما من
انقيادهما لابي بكر وعمر وخلافهما لي ولست بدون أحد الرجلين ولو شئت أن أقول لقلت
اللهم اغضب عليهما بما صنعا وأظفرني بهما.
-
وقال عليه السلام في أثناء كلام آخر: وهذا طلحة والزبير ليسا من أهل [بيت] النبوة
ولا من ذرية الرسول حين رأيا أن الله قد رد علينا حقنا بعد أعصر فلم يصبرا حولا
كاملا ولا شهرا كاملا حتى وثبا على دأب الماضين قبلهما ليذهبا بحقي ويفرقا جماعة
المسلمين عني. ثم دعا عليهما.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 98 ]
تاريخ النشر : 2025-08-24