أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أحاديث وروايات عامة/الإمام الباقر (عليه السلام)
روي عن الباقر
عليه السلام : أن عمر بن الخطاب قال لأبي
بكر : اكتب إلى أسامة يقدم عليك ، فإن في قدومه قطع الشنعة عنا.
فكتب أبو بكر
إليه : من أبي بكر خليفة رسول الله إلى أسامة بن زيد ، أما بعد : فانظر إذا أتاك
كتابي فأقبل إلي أنت ومن معك ، فإن المسلمين قد اجتمعوا [ علي ] وولوني أمرهم ،
فلا تتخلفن فتعصي ويأتيك مني ما تكره ، والسلام.
قال : فكتب إليه
أسامة جواب كتابه : من أسامة بن زيد عامل رسول الله (ص) على غزوة الشام ، أما بعد
، فقد أتاني [ منك ] كتاب ينقض أوله آخره ذكرت في أوله أنك خليفة رسول الله ،
وذكرت في آخره أن المسلمين اجتمعوا عليك فولوك أمورهم ورضوا بك.
واعلم ، أني ومن
معي من جماعة المسلمين والمهاجرين ، فلا والله ما رضينا بك ولا وليناك أمرنا ،
وانظر أن تدفع الحق إلى أهله ، وتخليهم وإياه ، فإنهم أحق به منك.
فقد علمت ما كان
من قول رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام يوم غدير خم ، فما
طال العهد فتنسى.
انظر بمركزك ،
ولا تخلف فتعصي الله ورسوله وتعصي [ من ] استخلفه رسول الله صلى الله عليه وآله
عليك وعلى صاحبك ، ولم يعزلني حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأنك
وصاحبك رجعتما وعصيتما ، فأقمتما في المدينة بغير إذني.
قال : فهم أبو
بكر أن يخلعها من عنقه ، قال : فقال له عمر : لا تفعل قميص قمصك الله لا تخلعه
فتندم ، ولكن ألح على أسامة بالكتب ، ومر فلانا وفلانا وفلانا يكتبون إلى أسامة أن
لا يفرق جماعة المسلمين ، وأن يدخل يده فيما صنعوا.
قال : فكتب إليه
أبو بكر ، وكتب إليه أناس من المنافقين : أن ارض بما اجتمعنا عليه ، وإياك أن تشمل
المسلمين فتنة من قبلك ، فإنهم حديثو عهد بالكفر.
فلما وردت الكتب
على أسامة انصرف بمن معه حتى دخل المدينة ، فلما رأى اجتماع الناس على أبي بكر
انطلق إلى علي بن أبي طالب فقال : ما هذا؟
فقال له علي :
هذا ما ترى! قال له أسامة : فهل بايعته؟
فقال : نعم.
فقال له أسامة :
طائعا أو كارها؟
قال : لا ، بل
كارها قال : فانطلق أسامة فدخل على أبي بكر ، فقال : السلام عليك يا خليفة
المسلمين.
قال : فرد أبو
بكر وقال : السلام عليك أيها الأمير.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 29 / صفحة [ 93 ]
تاريخ النشر : 2025-07-29