أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة أمير المؤمنين علي عليه السلام/الامام الصادق عليه السلام
عن جعفر بن محمد
، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : خطب الناس سلمان الفارسي رحمة الله عليه
ـ بعد أن دفن النبي عليه وآله السلام بثلاثة أيام ـ فقال فيها : .. ألا أيها الناس
اسمعوا عني حديثي ثم اعقلوه عني ، ألا إني أوتيت علما كثيرا ، فلو حدثتكم بكل ما
أعلم من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام
[ لقالت ] طائفة منكم : هو مجنون ، [ وقالت ] طائفة أخرى: اللهم اغفر
لقاتل سلمان.
ألا إن لكم
منايا تتبعها بلايا ، ألا وإن عند علي بن أبي طالب عليه السلام المنايا والبلايا،
وميراث الوصايا ، وفصل الخطاب ، وأصل الأنساب على منهاج هارون بن عمران من موسى
عليهما السلام ، إذ يقول له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنت وصيي في
أهلي وخليفتي في أمتي وبمنزلة هارون من موسى .
ولكنكم أخذتم
سنة بني إسرائيل ، فأخطأتم الحق ، تعلمون فلا تعملون ، أما والله ( لَتَرْكَبُنَّ
طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ ) على سنة بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة.
أما والذي نفس
سلمان بيده لو وليتموها عليا عليه السلام لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم ، ولو
دعوتم الطير في جو السماء لأجابتكم ، ولو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم ، ولما
عال ولي الله ، ولا طاش لكم سهم من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله.
ولكن أبيتم
فوليتموها غيره ، فابشروا بالبلاء ، واقنطوا من الرخاء ، وقد نابذتكم على سواء ،
فانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء.
عليكم بآل محمد
عليهم السلام ، فإنهم القادة إلى الجنة ، والدعاة إليها يوم القيامة ، عليكم
بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
، فوالله لقد سلمنا عليه بالولاية وإمرة المؤمنين مرارا جمة مع نبينا ، كل
ذلك يأمرنا به ويؤكده علينا ، فما بال القوم عرفوا فضله فحسدوه؟! وقد حسد قابيل
هابيل فقتله ، وكفارا قد ارتدت أمة موسى بن عمران عليهما السلام ، فأمر هذه الأمة
[ كأمر ] بني إسرائيل ، فأين يذهب بكم أيها الناس؟! ويحكم ما أنا وأبو فلان
وفلان؟! أجهلتم أم تجاهلتم ، أم حسدتم أم تحاسدتم؟ والله لترتدن كفارا يضرب بعضكم
رقاب بعض بالسيف ، يشهد الشاهد على الناجي بالهلكة ، ويشهد الشاهد على الكافر بالنجاة.
ألا وإني أظهرت
أمري ، وسلمت لنبيي ، وتبعت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة عليا أمير المؤمنين ، وسيد
الوصيين ، وقائد الغر المحجلين ، وإمام ( الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ
وَالصَّالِحِينَ ).
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 29 / صفحة [ 81 ]
تاريخ النشر : 2025-07-29