أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مواضيع متفرقة
كتاب المحتضر :
للحسن بن سليمان نقلا من كتاب الدر المنتقى في مناقب أهل التقى ، يرفعه باسناده
إلى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله ذات
يوم جالسا إذ أقبل الحسن عليه السلام فلما رآه بكى ، ثم قال : إلي يا بني ، فما
زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ، ثم أقبل الحسين عليه السلام فلما رآه بكى،
ثم قال : إلي يا بني ، فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى ، ثم أقبلت فاطمة
عليها السلام فلما رآها بكى ثم قال إلي يا بنية ، فما زال يدنيها حتى أجلسها بين
يديه ، ثم أقبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فلما رآه بكى ثم قال :
إلي يا أخي ، فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى جنبه الايمن.
فقال له أصحابه
: يا رسول الله ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت؟ قال : يا ابن عباس لو أن الملائكة
المقربين ، والانبياء والمرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا لعذبهم الله بالنار
قلت : يا رسول الله هل يبغضه أحد ، فقال : يا ابن عباس نعم قوم يذكرون أنهم من أمتي
لم يجعل الله لهم في الاسلام نصيبا ، يا ابن عباس إن من علامة بغضهم له تفضيل من
هو دونه عليه ، والذي بعثني بالحق نبيا ما خلق الله نبيا أكرم عليه مني ، وما خلق
وصيا أكرم عليه من وصيي علي ، قال ابن عباس : فلم أزل له كما أمرني به رسول الله
صلى الله عليه وآله ووصاني بمودته وأنه لأكبر عمل عنده.
قال ابن عباس :
ثم قضى من الزمان وحضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة فحضرته فقلت له :
فداك أبي وامي يا رسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني؟ فقال : يا ابن عباس خالف من
خالف عليا ولا تكونن عليه ظهيرا ولا وليا ، قلت : يا رسول الله فلم لا تأمر الناس
بترك مخالفته؟ قال : فبكى صلى الله عليه وآله حتى اغمي عليه ، ثم قال : يا ابن
عباس سبق الكتاب فيهم وعلم ربي ، والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه وأنكر
حقه من الدنيا حتى يغير الله ما به من نعمة ، يا ابن عباس إن أردت وجه الله ولقاءه
وهو عنك راض ، فاسلك طريق علي بن أبي طالب ، ومل معه حيث ما مال، وارض به إماما ،
وعاد من عاداه ، ووال من والاه! يا ابن عباس احذر أن يدخلك شك فيه فان الشك في علي
كفر.
المصدر : بحار الأنوار /
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 28 / صفحة [ 82 ]
تاريخ النشر : 2025-07-20