أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/مواضيع متفرقة
الحسين بن أحمد
البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي قال : يحكى للرضا عليه السلام خبر مختلف الالفاظ
لم تقع لي روايته بإسناد أعمل عليه ، وقد اختلف ألفاظ من رواه إلا أني سآتي به
وبمعانيه وإن اختلفت ألفاظه ، كان المأمون في باطنه يحب سقطات الرضا عليه السلام
وأن يعلوه المحتج وإن أظهر غير ذلك ، فاجتمع عنده الفقهاء والمتكلمون فدس إليهم أن ناظروه في
الامامة ، فقال لهم الرضا عليه السلام : اقتصروا على واحد منكم يلزمكم ما لزمه.
فرضوا برجل يعرف
بيحيى بن الضحاك السمرقندي ولم يكن بخراسان مثله فقال الرضا عليه السلام : يا
يحيى سل ما شئت ، فقال : نتكلم في الامامة ، كيف ادعيت لمن لم يؤم وتركت من أم
ووقع الرضا به؟ فقال له : يا يحيى أخبرني عمن صدق كاذبا على نفسه أو كذب صادقا عن
نفسه ، أيكون محقا مصيبا أم مبطلا مخطئا؟ فسكت يحيى.
فقال له المأمون
: أجبه ، فقال : يعفيني أمير المؤمنين من جوابه ، فقال المأمون : يا أبا الحسن
عرفنا الغرض في هذه المسألة ، فقال : لابد ليحيى من أن يخبر عن أئمته أنهم كذبوا
على أنفسهم أو صدقوا ، فان زعموا أنهم كذبوا فلا إمامة لكذاب ، وإن زعم أنهم صدقوا
فقد قال أولهم : « وليتكم ولست بخيركم » وقال تاليه : كانت بيعة أبي بكر فلتة فمن
عاد لمثلها فاقتلوه ، فوالله ما أرضى لمن فعل مثل فعلهم إلا بالقتل فمن لم يكن
بخير الناس والخيرية لا تقع إلا بنعوت منها العلم ومنها الجهاد ومنها سائر الفضائل
وليست فيه ، ومن كانت بيعته فلتة يجب القتل على من فعل مثلها ، كيف يقبل عهده إلى
غيره ، وهذا صورته؟ ثم يقول على المنبر : « إن لي شيطانا يعتريني فاذا مال بي
فقوموني وإذا أخطأت فأرشدوني » فليسوا أئمة بقولهم إن كانوا صدقوا وكذبوا فما عند
يحيى في هذا فعجب المأمون من كلامه عليه السلام وقال : يا أبا الحسن ما في الأرض
من يحسن هذا سواك.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 27 / صفحة [ 318 ]
تاريخ النشر : 2025-07-14