أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/علم الامام/الامام الصادق عليه السلام
عن أبان بن تغلب
قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجل من أهل اليمن فسلم عليه
فرد أبو عبد الله عليه السلام فقال له : مرحبا يا سعد ، فقال له الرجل : بهذا
الاسم سمتني امي ، وما أقل من يعرفني به ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : صدقت
يا سعد المولى.
فقال الرجل :
جعلت فداك ، بهذا كنت القب ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : لا خير في اللقب إن
الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : « ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد
الايمان » ما صناعتك يا سعد؟ فقال : جعلت فداك إنا أهل بيت ننظر في النجوم لا يقال
: إن باليمن أحدا أعلم بالنجوم منا.
فقال أبو عبد
الله عليه السلام : كم ضوء المشترى على ضوء القمر درجة؟ فقال اليماني: لا أدري ، فقال أبو عبد الله عليه السلام :
صدقت ، كم ضوء المشتري على ضوء عطارد درجة؟
فقال اليماني : لا أدري ، فقال له أبو
عبد الله عليه السلام : صدقت ، فما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت الابل؟ فقال
اليماني : لا أدري ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : صدقت ، فما اسم النجم
الذي إذا طلع هاجت البقر؟ فقال اليماني : لا أدري ، فقال له أبو عبد الله عليه
السلام صدقت ، فما اسم النجم الذي إذا طلع هاجت الكلاب؟ فقال اليماني : لا أدري.
فقال له أبو عبد
الله عليه السلام. صدقت في قولك : لا أدري ، فما زحل عندكم في النجم؟ فقال
اليماني : نجم نحس ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : لا تقل هذا فانه نجم أمير
المؤمنين صلوات الله عليه فهو نجم الأوصياء عليهم السلام وهو النجم الثاقب الذي
قال الله في كتابه.
فقال اليماني :
فما معنى الثاقب؟ فقال : إن مطلعه في السماء السابعة فإنه ثقب بضوئه حتى أضاء في
السماء الدنيا فمن ثم سماه الله النجم الثاقب ، ثم قال : يا أخا العرب عندكم عالم؟
قال اليماني : نعم جعلت فداك إن باليمن قوما ليسوا كأحد من الناس في علمهم.
فقال أبو عبد
الله عليه السلام : وما بلغ من علم عالمهم؟ قال اليماني إن عالمهم ليزجر الطير
ويقفوا الاثر في ساعة واحدة مسيرة شهر للراكب المحث، فقال أبو عبد الله عليه
السلام : فان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن ، قال اليماني : وما يبلغ من علم
عالم المدينة؟ قال : إن علم عالم المدينة ينتهي إلى أن يقفوا الاثر ولا يزجر الطير
ويعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس تقطع اثنى عشر برجا واثنى عشر برا واثنى
عشر بحرا واثنى عشر عالما ، فقال له اليماني : ما ظننت أن أحدا يعلم هذا وما يدرى
وما كنهه قال : ثم قام اليماني.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 26 / صفحة [ 112 ]
تاريخ النشر : 2025-04-30