إن الله اصطفاه
عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم.
أفمن يهدي إلى
الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون.
تفسير : لا يخفى
على منصف أن تعليق الاصطفاء وتعليله في الآية الاولى على زيادة البسطة في العلم
والجسم يدل على أن الاعلم والاشجع أولى بالخلافة والامامة وبيان أولوية متابعة من
يهدي إلى الحق على متابعة من يحتاج إلى التعلم والسؤال على أبلغ وجه وأتمه في
الثانية يدل على أن الاعلم أولى بالخلافة ، ولا خلاف في أن أمير المؤمنين صلوات
الله عليه كان أعلم وأشجع من المتقدمين عليه ، ولا في أن كلا من أئمتنا عليهم
السلام كان أعلم ممن كان في زمانه من المدعين للخلافة ، وبالجملة دلالة الآيتين على اشتراط
الاعلمية والاشجعية في الامام ظاهر.
قال البيضاوي في
تفسير الآية الاولى : لما استبعدوا تملكه لفقره وسقوط نسبه رد عليهم ذلك أولا بأن
العمدة فيه اصطفاء الله وقد اختاره عليكم وهو أعلم بالمصالح منكم ، وثانيا بأن
الشرط فيه وفور العلم ليتمكن به من معرفة الامور السياسية وجسامة البدن ليكون أعظم
خطرا في القلوب وأقوى على مقاومة العدو ومكابدة الحروب وقد زاده فيهما.
وثالثا بأنه
تعالى مالك الملك على الاطلاق ، فله أن يؤتيه من يشاء. ورابعا بأنه واسع الفضل
يوسع على الفقير ويغنيه ، عليم بمن يليق الملك انتهى.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 25 / صفحة [ 116 ]