أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/الطينة والميثاق/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
روى الصدوق رحمه الله في كتاب المعراج
عن رجاله إلى ابن عباس قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يخاطب عليا
عليه السلام ويقول : يا علي إن الله تبارك وتعالى كان ولا شئ معه فخلقني وخلقك
روحين من نور جلاله ، فكنا أمام عرش رب العالمين نسبح الله ونقدسه ونحمده ونهلله ،
وذلك قبل أن يخلق السماوات والارضين ، فلما أراد أن يخلق آدم خلقني وإياك من طينة
واحدة من طينة عليين وعجننا بذلك النور وغمسنا في جميع الانوار وأنهار الجنة ، ثم
خلق آدم واستودع صلبه تلك الطينة والنور ، فلما خلقه استخرج ذريته من ظهره
فاستنطقهم وقررهم بالربوبية ، فأول خلق إقرارا بالربوبية أنا وأنت والنبيون على
قدر منازلهم و قربهم من الله عزوجل ، فقال الله تبارك وتعالى : صدقتما وأقررتما يا
محمد ويا علي وسبقتما خلقي إلى طاعتي ، وكذلك كنتما في سابق علمي فيكما ، فأنتما
صفوتي من خلقي ، والائمة من ذريتكما وشيعتكما وكذلك خلقتكم ، ثم قال النبي صلى الله
عليه وآله يا علي فكانت الطينة في صلب آدم ونوري ونورك بين عينيه ، فما زال ذلك
النور ينتقل بين أعين النبيين والمنتجبين حتى وصل النور والطينة إلى صلب عبدالمطلب
فافترق نصفين ، فخلقني الله من نصفه واتخذني نبيا ورسولا ، وخلقك من النصف الاخر
فاتخذك خليفة ووصيا ووليا ، فلما كنت من عظمة ربي كقاب قوسين أو أدنى قال لي :
يامحمد من أطوع خلقي لك؟ فقلت : علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال عزوجل :
فاتخذه خليفة ووصيا فقد اتخذته صفيا ووليا ، يامحمد كتبت اسمك واسمه على عرشي من
قبل أن أخلق الخلق محبة مني لكما ولمن أحبكما وتولاكما وأطاعكما فمن أحبكما
وأطاعكما وتولاكما كان عندي من المقربين ، ومن جحد ولايتكما وعدل عنكما كان عندي
من الكافرين الضالين ، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله ياعلي فمن ذا يلج بيني
وبينك وأنا وأنت من نور واحد وطينة واحدة؟ فأنت أحق الناس بي في الدنيا والاخرة ،
وولدك ولدي ، وشيعتكم شيعتي ، وأولياؤكم أوليائي ، وأنتم معي غدا في الجنة.
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
المصدر : بحار الأنوار
الجزء والصفحة : جزء 25 / صفحة [ 3 ]