وَأَمّــا
حَقُّ الْمُنْعِمِ عَلَيْكَ بالْولاءِ فَــأَنْ تَعْلَمَ أَنّهُ أَنفَقَ فِيكَ
مَالَـهُ، وَأَخرَجَكَ مِن ذُلِّ الرِّقِ وَوَحْشَــتِهِ إلَى عِزِّ
الحُرِّيةِ وأُنسِهـا، وَأَطْلَقَكَ مِنْ أَسْرِ الْمِلْكَةِ، وَفَـكَّ
عَنْكَ حـِلَقَ الْعُبُودِيَّةِ، وَأَوْجَدَكَ رَائِحَة الْعِزِّ، وَأَخرَجَكَ
مِنْ سِجْنِ القَهْرِ، وَدَفَــعَ عَنْكَ الْعُسْرَ، وبَسَطَ لَكَ
لِسَـانَ الإنْصَافِ، وَأَبَاحَكَ الدُنْيَـــا كُلَّهَا فَمَلَّكَكَ
نفْسَـكَ، وَحَلَّ أَسْرَكَ، وَفَرَّغَكَ لِعِبَادَةِ رَبكَ، وَاحْتَمَلَ
بذَلِكَ التَّقْصِيرَ فِي مَالِهِ، فَتَعْلَــمَ أَنّهُ أَوْلَى الخَلْقِ
بكَ بَعْـدَ أُولي رَحِمِكَ فِي حَيَاتِكَ وَمَوْتِكَ، وَأَحَقَّ
الخَـلْقِ بنَصْرِكَ وَمَعُونَتِكَ وَمُكَانفَتِكَ فِي ذَات اللَّهِ،
فَلا تُؤثِرْ عَلَيْهِ نفْسَكَ مَا احْتَاجَ إلَيْكَ.
تاريخ النشر : 2023-06-01