التفسير بالمأثور/تأويل الآيات والروايات/الإمام الصادق (عليه السلام)
أبي عن سليمان
الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله : (
وَالشَّمْسِ وَضُحاها ) قال الشمس رسول الله صلى الله عليه وآله أوضح الله به للناس دينهم قلت ( وَالْقَمَرِ إِذا
تَلاها ) قال ذاك أمير المؤمنين عليه
السلام قلت ( وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) قال ذاك الإمام من ذرية فاطمة عليه
السلام يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله
فيجلي لمن سأله فحكى الله سبحانه عنه فقال ( وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) قلت (
وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) قال ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون آل رسول
الله صلى الله عليه وآله ـ وجلسوا مجلسا
كان آل رسول الله صلى الله عليه وآله أولى
به منهم فغشوا دين رسول الله صلى الله
عليه وآله بالظلم والجور وهو قوله ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها ) قال يغشى ظلمة
الليل ضوء النهار ( وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ) قال خلقها وصورها وقوله (
فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ) أي عرفها وألهمها ثم خيرها فاختارت ( قَدْ
أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها ) يعني نفسه طهرها ( وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها ) أي
أغواها.
- علي
بن محمد عن أبي جميلة عن الحلبي ورواه أيضا علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن
الفضل بن العباس عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : ( وَالشَّمْسِ وَضُحاها )
الشمس أمير المؤمنين عليه السلام وضحاها
قيام القائم عليه السلام ( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) الحسن والحسين عليه السلام (
وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) هو قيام القائم عليه السلام ( وَاللَّيْلِ إِذا
يَغْشاها ) حبتر ودلام غشيا عليه الحق وأما قوله ( وَالسَّماءِ وَما بَناها ) قال
هو محمد صلى الله عليه وآله هو السماء
الذي يسمو إليه الخلق في العلم وقوله ( وَالْأَرْضِ وَما طَحاها ) قال الأرض
الشيعة ( وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ) قال هو المؤمن المستور وهو على الحق وقوله (
فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها ) قال معرفة الحق من الباطل ( قَدْ أَفْلَحَ
مَنْ زَكَّاها ) قال قد أفلحت نفس زكاها الله عز وجل ( وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها
) الله وقوله ( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها ) قال ثمود رهط من الشيعة فإن الله
سبحان يقول ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى
الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ ) فهو السيف إذا قام القائم
عليه السلام وقوله تعالى : ( فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ ) هو النبي صلى الله عليه وآله ( ناقَةَ اللهِ وَسُقْياها
) قال الناقة الإمام الذي فهمهم عن الله ( وَسُقْياها ) أي عنده مستقى العلم (
فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ
فَسَوَّاها ) قال في الرجعة ( وَلا يَخافُ عُقْباها ) قال لا يخاف من مثلها إذا
رجع.
ـ الكافي جماعة عن سهل عن محمد بن سليمان الديلمي عن
أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : ( وَالشَّمْسِ وَضُحاها )
قال الشمس رسول الله صلى الله عليه وآله أوضح الله عز وجل به للناس دينهم
قال قلت ( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) قال ذلك أمير المؤمنين عليه السلام تلا رسول الله صلى الله عليه وآله ونفثه بالعلم نفثا قال قلت ( وَاللَّيْلِ إِذا
يَغْشاها ) قال ذلك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون آل
الرسول عليهم الصلاة والسلام وجلسوا مجلسا كان آل الرسول صلى الله عليه وآله أولى
به منهم فغشوا دين الله بالظلم والجور فحكى الله فعلهم فقال ( وَاللَّيْلِ إِذا
يَغْشاها ) قال قلت ( وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها )
قال ذاك الإمام من ذرية فاطمة عليه السلام يسأل عن دين رسول الله صلى الله عليه وآله فيجليه لمن سأله فحكى الله قوله
تعالى : فقال ( وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ).
ـ المناقب لابن شهرآشوب الباقر والصادق عليه السلام في قوله ( وَالشَّمْسِ وَضُحاها )
قال هو رسول الله صلى الله عليه وآله ( وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها ) علي بن أبي طالب عليه السلام ( وَالنَّهارِ إِذا جَلاَّها ) الحسن والحسين وآل محمد صلى الله عليه وآله قال ( وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها )
عتيق وابن الصهاك وبنو أمية ومن تولاهم.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 24 / صفحة [ 70 ]
تاريخ النشر : 2025-01-15