أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة الائمة عليهم السلام وما جاء في حقهم/الامام السجاد عليه السلام
جعفر بن محمد
الفزاري معنعنا عن الحسين بن عبد الله بن
جندب قال : أخرج إلينا صحيفة فذكر أن أباه كتب إلى أبي الحسن عليه السلام : جعلت
فداك إني قد كبرت وضعفت وعجزت عن كثير مما كنت أقوى عليه ، فاحب جعلت فداك أن
تعلمني كلاما يقربني بربي ويزيدني فهما وعلما ، فكتب إليه : قد بعثت إليك بكتاب
فاقرأه وتفهمه فإن فيه شفاء لمن أراد الله شفاه ، وهدى لمن أراد الله هداه ، فأكثر
من ذكر بسم الله الرحمان الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم واقرأها
على صفوان وآدم.
قال أبوالطاهر :
آدم كان رجل من أصحاب صفوان.
قال علي بن
الحسين عليه السلام : إن محمدا صلى الله
عليه وآله كان أمين الله في أرضه ، فلما انقبض محمدا صلى الله عليه وآله كنا أهل البيت امناء
الله في أرضه ، عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الاسلام ، وإنا
لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وبحقيقة النفاق ، وإن شيعتنا لمكتوبون
معروفون بأسمائهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله الميثاق علينا وعليهم يردون مواردنا ،
ويدخلون مداخلنا ، ليس على ملة إبراهيم خليل الله غيرنا وغيرهم إنا يوم القيامة
آخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربه ، وإن الحجزة النور ، وشيعتنا آخذون
بحجزنا ، من فارقنا هلك ، و من تبعنا نجا ، والجاحد لولايتنا كافر ، ومتبعنا وتابع
أوليائنا مؤمن ، لا يحبنا كافر ، ولا يبغضنا مؤمن ، من مات وهو محبنا كان حقا على
الله أن يبعثه معنا ، نحن نور لمن تبعنا ، ونور لمن اقتدى بنا من رغب عنا ليس منا
، ومن لم يكن معنا قليس من الاسلام في شئ بنا فتح الله الدين وبنا يختمه ، وبنا
أطعمكم الله عشب الارض ، وبنا أنزل الله عليكم قطر السماء ، وبنا آمنكم الله من
الغرق في بحركم ، ومن الخسف في بركم ، وبنا نفعكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي
محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان ، إن مثلنا في كتاب الله كمثل
المشكاة ، والمشكاة في القنديل ، فنحن المشكاة فيها مصباح ، والمصباح هو محمد (ص) «
المصباح في زجاجة » نحن الزجاجة « كأنها كوكب دري توقد من شجرة مباركة زيتونة لا
شرقية ولا غربية » لا منكرة ولا دعية « يكاد زيتها » نور «يضيئ و لو لم تمسسه نار
نور » الفرقان « على نور يهدي الله لنوره من يشاء » لولايتنا « والله بكل شئ عليم
» بأن يهدي من أحب لولايتنا حقا على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه ، نيرا برهانه
، عظيما عند الله حجته ، ويجئ عدونا يوم القيامة مسودا وجهه ، مدحضة عند الله حجته
، حق على الله أن يجعل ولينا رفيق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن
اولئك رفيقا ، وحق على الله أن يجعل عدونا رفيقا للشياطين والكافرين ، وبئس اولئك
رفيقا ، لشهيدنا فضل على الشهداء غيرنا بعشر درجات ، ولشهيد شيعتنا على شهيد غيرنا
سبع درجات ، فنحن النجباء ، ونحن أفرط الانبياء ، ونحن أبناء الاوصياء ، ونحن أولى
الناس بالله ، ونحن المخصوصون في كتاب الله ، ونحن أولى الناس بدين الله ، ونحن
الذين شرع الله لنا فقال الله : « شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذين أوحينا
إليك » يا محمد «وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى » فقد علمنا وبلغنا ما علمنا
واستودعنا علمهم ، ونحن ورثة الانبياء ونحن ذرية اولي العلم « أن أقيموا الدين »
يا آل محمد صلى الله عليه وآله « ولا
تتفرقوا فيه » وكونوا على جماعتكم « كبر على المشركين» من أشرك بولاية علي بن أبي
ـ طالب عليه السلام « ما تدعوهم إليه » من ولاية علي عليه السلام إن « الله » يا
محمد « يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب » ويجيبك إلى ولاية علي بن أبي طالب
عليه السلام.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 23 / صفحة [ 312 ]
تاريخ النشر : 2024-12-11