أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/فضل الامام ومنزلته وكرامته/الامام الباقر عليه السلام
عبيد بن كثير عن
يحيى بن الحسن بن الفرات القزاز عن عامر بن كثير السراج عن الحسين بن سعيد عن محمد
بن علي عن زياد بن المنذر قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام وهو يقول
: نحن شجرة أصلها رسول الله (ص) ، وفرعها علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأغصانها
فاطمة بنت النبي (ص)، وثمرتها الحسن والحسين عليهما السلام والتحية والاكرام ،
وأنا شجرة النبوة ، وبيت الرحمة ، ومفتاح الحكمة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة ،
ومختلف الملائكة ، وموضع سر الله ووديعته ، والامانة التي عرضت على السماوات
والارض والجبال ، وحرم الله الاكبر ، وبيت الله العتيق ، وذمته ، وعندنا علم
المنايا والبلايا والقضايا والوصايا وفصل الخطاب ومولد الاسلام وأنساب العرب ، وإن
الائمة عليهم السلام كانوا نورا مشرقا
حول عرش ربهم فأمرهم أن يسبحوا فسبح أهل السماوات لتسبيحهم، وإنهم لهم الصافون ،
وإنهم لهم المسبحون ، فمن أوفى بذمتهم فقد أوفى بذمة الله ، و من عرف حقهم فقد عرف
حق الله ، هؤلاء عترة رسول الله (ص) ، ومن حجد حقهم فقد جحد حق الله ، هم ولاة أمر
الله وخزنة وحي الله ، وورثة كتاب الله ، وهم المصطفون بأمر الله ، والامناء على
وحي الله ، هؤلاء أهل بيت النبوة ، ومفاض الرسالة والمستأنسون بخفق أجنحة الملائكة
، من كان يغذوهم جبرئيل بأمر الملك الجليل بخبر التنزيل وبرها الدليل ، هؤلاء أهل
البيت أكرمهم الله بشرفهم ، وشرفهم بكرامته ، وأعزهم بالهدى ، وثبتهم بالوحي ،
وجعلهم أئمة هداة ، ونورا في الظلم للنجاة ، واختصهم لدينه ، وفضلهم بعلمه ،
وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين وجعلهم عمادا لدينه ، ومستودعا لمكنون سره ،
وامناء على وحيه ، وشهداء على بريته ، واختارهم الله واجتباهم وخصهم واصطفاهم
وفضلهم وارتضاهم وانتجبهم وجعلهم نورا للبلاد ، وعمادا للعباد ، وحجته العظمى وأهل
النجاة والزلفى هم الخيرة الكرام ، هم
القضاة الحكام ، هم النجوم الاعلام ، وهم الصراط المستقيم ، هم السبيل الاقوام ،
الراغب عنهم مارق ، والمقصر عنهم زاهق ، واللازم لهم لاحق ، هم نور الله في قلوب
المؤمنين ، والبحار السائغة للشاربين ، أمن لمن التجأ إليهم ، وأمان لمن تمسك بهم
، إلى الله يدعون ، وله يسلمون ، وبأمره يعملون ، وببيانه يحكمون ، فيهم بعث الله
رسوله ، وعليهم هبطت ملائكته ، وبينهم نزلت سكينته ، وإليهم بعث الروح الامين ،
منا من الله عليهم فضلهم به ، وخصهم بذلك ، وآتاهم تقواهم ، وبالحكمة قواهم ، هم
فروغ طيبة ، واصول مباركة خزان العلم ، وورثة الحلم ، واولو التقى والنهى والنور
والضياء ، وورثة الأنبياء وبقية الاوصياء ، منهم الطيب ذكره المبارك اسمه محمد
المصطفى والمرتضى ، ورسوله الامي ، ومنهم الملك الازهر ، والاسد الباسل ، حمزة بن
عبدالمطلب ، ومنهم المستسقى به يوم الرمادة العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله وصنو أبيه ، وجعفر ذو
الجناحين والقبلتين والهجرتين والبيعتين من الشجرة المباركة صحيح الاديم وضاح
البرهان ، ومنهم حبيب محمد صلى الله
عليه وآله وأخوه ، والمبلغ عنه من بعده البرهان والتأويل ومحكم التفسير أمير
المؤمنين ، وولي المؤمنين ، ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب عليه من الله
الصلوات الزكية والبركات السنية ، هؤلاء الذين افترض الله مودتهم وولايتهم على كل
مسلم ومسلمة ، فقال في محكم كتابه لنبيه صلى الله عليه وآله : « قل لا أسألكم
عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور
شكور » قال أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام : اقتراف الحسنة حبنا أهل البيت.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 23 / صفحة [ 244 ]
تاريخ النشر : 2024-12-02