أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/فضل الامام ومنزلته وكرامته/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
عبد الله بن
مالك عن محمد بن موسى بن أحمد عن محمد بن الحارث الهاشمي عن الحكم بن سنان الباهلي
عن أبي جريح عن عطا بن أبي رباح قال : قلت لفاطمة بنت الحسين : أخبريني جعلت فداك
بحديث احدث وأحتج به على الناس ، قالت : أخبرني أبي أن النبي صلى الله عليه وآله كان نازلا بالمدينة وأن
من أتاه المهاجرين كانوا ينزلون عليه ، فأرادت الانصار أن يفرضوا لرسول الله فريضة
يستعين بها على من أتاه ، فأتوا رسول الله
صلى الله عليه وآله وقالوا : قد رأينا ما ينوبك من النوائب ، وإنا
أتيناك لنقرض لك من أموالنا فريضة تستعين بها على من أتاك ، قال : فأطرق
النبي صلى الله عليه وآله طويلا ثم رفع
رأسه وقال إني لم اؤمر أن آخذ منكم على ما جئتم به شيئا فانطلقوا ، إن امرت به
أعلمتكم ، قال : فنزل جبرئيل فقال : يا محمد إن ربك قد سمع مقالة قومك وما عرضوا
عليك وأنزل الله عليهم فريضة : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى »
فخرجوا وهم يقولون : ما أراد رسول الله
صلى الله عليه وآله إلا أن يذل له الناس ، وتخضع له الرقاب ما دامت
السماوات والارض لبني عبدالمطلب ، قال : فبعث النبى صلى الله عليه وآله إلى علي ابن أبي طالب
عليه السلام أن اصعد المنبر وادع الناس إليك ، ثم قال : يا أيها الناس من انتقص
أجيرا أجره فليتبوأ مقعده من النار ، ومن انتمى إلى غيره مواليه فليتبوأ مقعده من
النار ، فمن انتفى من والديه فليتبوأ مقعده من النار ، قال : فقام رجل وقال : يا
أبا الحسن ما لهن من تأويل؟ فقال : الله ورسوله أعلم ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره ، فقال
النبي صلى الله عليه وآله : ويل لقريش
من تأويلهن ، ثلاث مرات ، ثم قال : يا علي انطلق فأخبرهم أني أنا الاجير الذي أثبت
الله مودته من السماء ، ثم قال : أنا وأنت مولى المؤمنين ، وأنا وأنت أبو المؤمنين
ثم خرج رسول الله (ص) فقال : يا معشر قريش والمهاجرين والانصار ، فلما اجتمعوا قال
: يا أيها الناس إن عليا أولكم إيمانا بالله ، وأقومكم بأمر الله ، وأوفاكم بعهد
الله ، وأعلمكم بالقضية ، وأقسمكم بالسوية ، وأرحمكم بالرعية ، وأفضلكم عند الله
مزية ثم قال : إن الله مثل لي امتي في الطين ، وعلمني أسماءهم كما علم آدم الاسماء
كلها ، ثم عرضهم علي فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته ، وسألت ربي أن
تستقيم امتي على علي من بعدي ، فأبي إلا أن يضل من يشاء ، ويهدي من يشاء ، ثم
ابتدأني ربي في علي عليه السلام بسبع خصال : أما أولهن فإنه أول من تنشق الارض
عنه معي ، ولا فخر ، وأما الثانية فانه يزود أعداءه عن حوضي كما تذود الرعاة غريبة
الابل ، وأما الثالثة فإن من فقراء شيعة علي عليه السلام ليشفع في مثل ربيعة ومضر
، وأما الرابعة فانه أول من يقرب باب الجنة معي ، ولا فخر ، وأما الخامسة فانه أول
من يزوج من الحور العين معي ولا فخر ، وأما السادسة فانه أول من يسقى من الرحيق
المختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 23 / صفحة [ 242 ]
تاريخ النشر : 2024-12-01