أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/إمامة الائمة الاثني عشر عليهم السلام/إمامة الائمة عليهم السلام وما جاء في حقهم/الامام علي عليه السلام
أبي وابن الوليد
وماجيلويه جميعا، عن محمد بن أبي القاسم ، عن الكوفي ، عن نصر بن مزاحم ، عن محمد
بن سعيد عن فضل بن خديج، عن كميل بن زياد النخعي. وحدثنا ابن الوليد ، عن الصفار وسعد والحميري
جميعا ، عن ابن عيسى وابن هاشم معا ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن
الثمالي ، عن عبد الرحمان بن جندب ، عن كميل.
وحدثنا عبد الله
بن محمد بن عبدالوهاب، عن محمد بن داود بن سليمان ، عن موسى بن إسحاق ، عن ضرار بن
صرد ، عن عاصم بن حميد ، عن الثمالي عن عبد الرحمان ، عن كميل.
وحدثنا الهمداني
، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد. وحدثنا محمد بن الحسن
بن علي بن الصلت ، عن محمد بن العباس الهروي عن محمد بن إسحاق بن سعيد ، عن محمد
بن إدريس الحنظلي ، عن إسماعيل بن موسى الفزاري ، عن عاصم بن حميد ، عن الثمالي ،
عن عبدالرحمان ، عن كميل بن زياد ـ واللفظ للفضل بن خديج عن كميل بن زياد ـ قال :
أخذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بيدي فأخرجني إلى ظهر الكوفة فما
أصحر تنفس ثم قال : يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، احفظ عني ما أقول
لك : الناس ثلاثة : عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع ، أتباع كل ناعق
، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيؤا بنور العلم فيهتدوا ولم يلجأوا إلى ركن وثيق
فينجوا يا كميل العلم خير من المال ، العلم يحرسك ، وأنت تحرس المال ، والمال
تنقصه النفقة ، والعلم يزكو على الانفاق ، يا كميل محبة العلم دين يدان به ، يكسب
الانسان الطاعة في حياته وجميل الاحدوثة بعد وفاته ، وصنيع المال يزول بزواله ، يا
كميل هلك خزان الاموال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة
، وأمثالهم في القلوب موجودة ، ها إن ههنا وأشار بيده إلى صدره ـ لعلما جما ، لو
أصبت له حملة ، بلى اصيب لقنا غير مأمون عليه ، مستعملا آلة الدين للدنيا ،
ومستظهرا بنعم الله على عباده وبحججه على أوليائه ، أو منقادا لحملة الحق لا بصيرة
له في أحنائه ، ينقدح الشك في قلبه لاول عارض من شبهة الامة لا ذا ولا ذاك ، أو
منهوما باللذة سلس القياد للشهوة أو مغرما بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين في شيء
أقرب شبهابهما الانعام السائمة ، كذلك يموت العلم بموت حامليه ، اللهم بلى لا تخلو
الارض من قائم لله بحججه ، إما ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا لئلا تبطل حجج الله
وبيناته ، وكم ذا وأين اولئك؟ اولئك والله الاقلون عددا ، والاعظمون قدرا بهم يحفظ
الله حججه وبيناته، حتى يودعوها نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم
العلم على حقيقة البصيرة ، وباشروا روح اليقين ، واستلانوا ما استوعر المترفون ،
وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل
الاعلى ، يا كميل اولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه ، آه آه شوقا إلى
رؤيتهم ، وأستغفر الله لي ولكم.
- ابن مسرور ، عن ابن عامر
، عن عمه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان
بن عثمان ، عن عبدالرحمان ، عن كميل قال : سمعت عليا عليه السلام يقول فيكلام
طويل : اللهم إنك لا تخلي الارض من قائم بحجة ، إما ظاهر ، أو خائف مغمور
، لئلا تبطل حججك وبيناتك.
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
المصدر : بحار الأنوار
الجزء والصفحة : جزء 23 / صفحة [ 44 ]