التفسير بالمأثور/الدنيا/الإمام السجاد (عليه السلام)
علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد، جميعا عن القاسم بن محمد، عن سليمان المنقري، عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد، عن الزهري محمد بن
مسلم بن عبيد الله قال سئل علي بن الحسين (عليهما السلام) أي الأعمال أفضل عند
الله؟ قال: ما من عمل بعد معرفة الله عز وجل ومعرفة رسوله (صلى الله عليه وآله)
أفضل من بغض الدنيا فإن لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصي شعب فأول ما عصى الله به الكبر،
معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، ثم الحرص وهي معصية آدم وحواء
(عليهما السلام) حين قال الله عز وجل لهما: {كُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ
شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ}
[البقرة: 35] فأخذا مالا حاجة بهما إليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة
وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه، ثم الحسد وهي معصية ابن آدم حيث
حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرئاسة وحب الراحة وحب
الكلام وحب العلو والثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا فقال الأنبياء
والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة والدنيا دنياءان دنيا بلاغ ودنيا
ملعونة.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج2 ، ص 316
تاريخ النشر : 2023-05-24