أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/الإمام الهادي (عليه السلام)
الفحام، قال: حدثني المنصوري، قال: حدثني
عم أبي، قال: دخلت يوما على المتوكل وهو يشرب، فدعاني إلى الشرب فقلت: يا سيدي، ما
شربته قط.
فقال: أنت تشرب مع علي بن محمد. فقلت له:
ليس تعرف من في يديك، إنما يضرك ولا يضره، ولم أعد ذلك عليه.
قال: فلما كان يوما من الأيام، قال لي
الفتح بن خاقان: قد ذكر الرجل - يعني المتوكل - خبر مال يجئ من قم، وقد أمرني أن
أرصده لأخبره به، فقل لي: من أي طريق يجئ حتى أجتنبه، فجئت إلى الإمام علي بن محمد
(عليهما السلام) فصادفت عنده من احتشمه فتبسم وقال لي: لا يكون إلا خير يا أبا
موسى، لم لم تعد الرسالة الأولة؟ فقلت: أجللتك يا سيدي. فقال لي: المال يجئ
الليلة، وليس يصلون إليه، فبت عندي، فلما كان من الليل وقام إلى ورده قطع الركوع
بالسلام، وقال لي: قد جاء الرجل ومعه المال، وقد منعه الخادم الوصول إلي فاخرج وخذ
ما معه، فخرجت فإذا معه الزنفيلجة فيها المال، فاخذته ودخلت به إليه، فقال: قل له:
هات المخنقة التي قالت لك القمية: إنها ذخيرة جدتها؟ فخرجت إليه فأعطانيها، فدخلت
بها إليه فقال لي: قل له. الجبة التي أبدلتها منها ردها إلينا، فخرجت إليه، فقلت
له ذلك، فقال: نعم، كانت ابنتي استحسنتها فأبدلتها بهذه الجبة، وأنا أمضي فأجئ
بها. فقال: اخرج فقل له: إن الله (تعالى) يحفظ ما لنا وعلينا، هاتها من كتفك،
فخرجت إلى الرجل فأخرجها من كتفه فغشي عليه، فخرج إليه (عليه السلام) فقال له: قد
كنت شاكا فتيقنت.
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
المصدر : الأمالي
الجزء والصفحة : ص 275