Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
الشيخ المقدسي (رحمه الله)

طرق سمعي هاتفٌ من العتبة الحسينية للمشاركة بقصيدة في محفل استذكار عميد المنبر الحسيني الشيخ أحمد الوائلي (رحمه الله).
حضرنا في قاعة داخل الحرم ، القاعةُ مطلَّة على الفناء والنقوش والزائرين ، وقد حضر الخطباء والفضلاء والأساتذة مع جمهور حريص ، ومن بينهم كان الشيخ المقدسي.
كان الشيخ مشاركاً بكلمة يستذكر فيها عميد المنبر ، إذ أخرج من جيبه ورقةً فيها بطاقة تهنئة أرسلها له الشيخ الوائلي بخط يده مهنئاً ، بعد أن نال الشيخ المقدسي شهادة الدكتوراه من مصر.
قرأ الشيخ الرسالة ، وكأننا نسمع الشيخ الوائلي خطيبا ، فقد توالت الكلمات الفخمة ، والجزالة الواضحة ، والإطراء الراسخ ، والوعي النافذ ، والوائلي يبارك المقدسي شهادته الأكاديمية ، إذ يراها مكسباً للمنبر الحسيني ، الذي يضيف له البحث الرصين ، والمنهج العلمي ، أفقاً جديدا ، وحضوراً مؤثرا.
قرأ الشيخ المقدسي الرسالة ، مستذكراً عميد المنبر ، ليشهد أنه كلما أصيب بالخمول ، أو ضعف الهمة ، أو لم يجد متسعاً للقراءة والمراجعة ، لاذ بخطب الشيخ أحمد ، ليستمد منها القوة ، والعزم ، والإمداد المعرفي ، والروح الوثابة ، ليكون ذلك الاستماع طاقة متجددة لارتقاء المنبر.
تحدث الشيخ المقدسي عن صاحبه ، وكأنه يشير إلى أستاذه ، إشارةً مشحونةً بالأخلاق العالية ، والاعتراف بالسبق ، في وقت كان فيه الوائلي معترفاً للمقدسي بالتفوق ، المبارك له بالتقدم ، وهو يحثُّ على تحصين المنبر بتحصين الخطيب ، بأن تتوافر له نباهة الباحثين ، وأن يدرك مناهج التفكير ، وأن لاينفك عن المطالعة والقراءة ، وأن يكون واقعياً جديراً بفهم مجتمعه وقضاياه في الماضي والحاضر مع تطلّع للمستقبل.
أتحفنا المقدسي في مشاركته ، بدرس جديد في أدب الخطباء ، وحصافة آرائهم ، وافتخارهم بكل مكسب علمي يضاف لمن يؤدي هذه المهمة الرسالية الواعدة.
لقد عاش المقدسي قبل ذلك ، خطيباً نديَّ الصوت ، معتدل الطرح ، قريباً من الأفهام ، يتنقل بين موضوعات الخطبة ، برشاقة وعمق ، بلغة سهلة ، وقول سديد سليم ، بين قرآن ، وحديث ، وأدب ، وشعر ، وسيرة ، وتاريخ ، وشخصيات تراها حاضرة أمامك ، وهو يسرد عنها ، ليصل إلى واقعة الطف ، بأنين متفرّد ، وطور عراقي مثير ، إذ كنا نستمع إليه عبر الراديو ولا نعرف شكله ، ولم ندرك ملامحه التي رأيتها في ذلك المحفل ، فكانت مثلما توقعتها ، ملامح الخطيب العالم ، في سكون ووقار ، ونقاء قلب ، وعفة لسان ، ووجه صبوح ، ولطف غامر.
ترك فينا الشيخُ المقدسي نقشاً حسينياً مثلما تركه الشيخ الوائلي ، ذلك النقشُ الممتدُ إيماناً ، وانتماءً ، ووصلاً روحياً ، وحضوراً وجدانيا ، واتقاداً لجذوة عاشوراء التي لاتنطفئ أبدا.
رحل الشيخ المقدسي قبل أيام ، لنفقد عقلاً وصوتاً وسيرةً ومنهجاً في الخطابة الحسينية ، ولنفقد رجلاً أعاد للدعاء مداه الأرحب ، وهو ينشد الدعاء ، في مواسمه ، وأيامه ، ويقدِّمه بلغةٍ نقية ، وتنغيم حميم.
رحل المقدسي ، ليقول كلمته الأخيرة ، بأن المنبر مدرسة عريقة ، ونحنُ طلابٌ فيها ، وعلى الخطباء أداء المهمة ، بما يليق بالمنبر ، وأن الجمهور شاهدٌ على كفاءة الخطيب ، مثلما يشهدُ الطلابُ المجدّون على كفاءة أساتذتهم ، وأن الأستاذ إذا مات ، بقيت آثاره في تلامذته ، وحملة فكره ورأيه ، وهذا هو الخلود.
نبراس من نهج البلاغة
بقلم الكاتب : وائل الوائلي
حين يهمس الليل بأسراره على أرض الرافدين، ويضيق النهار بما فيه من صخبٍ وفوضى، تتسلل كلمات الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كنسيمٍ عليلٍ يربو فوق صخب العقول: "اتخذوا الشيطان لأمرهم ملكًا، واتخذهم له شركاء...". إنها كلمات تتسرب في الصدور قبل الآذان، تكشف عن سرٍّ قديمٍ، عن قلوبٍ صار فيها الطغيان سلطانًا،... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد... المزيد
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...
كان يتذمر،والشكوی تضحك في فمه كيف يعلِّمني صبيٌّ علی كلٍّتلميذٌ صغير  وسأعيد تربيته أنا...


منذ يومين
2025/11/24
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء السابع والسبعون: كونيات القياس: الوعي والاحتمال...
منذ 1 اسبوع
2025/11/18
استلام المتسابقة : ( حوراء أحمد عبد ) الفائزة بالمرتبة الأولى لجائزتها في مسابقة...
منذ 1 اسبوع
2025/11/16
يمكن اعتبار موسم 1973-1974 موسم استثنائي يختلف عن كلما سبقه من خلال توسيع قاعدة...
رشفات
( مَن صبر أُعطي التأييد من الله )