أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/الإمام الهادي (عليه السلام)
الحسين بن الحسن الحسني قال: حدثني أبو الطيب المثنى يعقوب بن ياسر قال: كان
المتوكل يقول: ويحكم قد أعياني أمر ابن الرضا ، أبى أن يشرب معي أو ينادمني أو أجد
منه فرصة في هذا، فقالوا له: فإن لم تجد منه فهذا أخوه موسى قصاف عزاف يأكل ويشرب
ويتعشق، قال: ابعثوا إليه فجيئوا به حتى نموه به على الناس ونقول ابن الرضا ، فكتب
إليه واشخص مكرما وتلقاه جميع بني هاشم والقواد والناس على أنه إذا وافى أقطعه
قطيعة وبنى له فيها وحول الخمارين والقيان إليه ووصله وبره وجعل له منزلا سريا حتى
يزوره هو فيه، فلما وافى موسى تلقاه أبو الحسن في قنطرة وصيف وهو موضع تتلقا فيه
القادمون، فسلم عليه ووفاه حقه، ثم قال له : إن هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك ويضع منك فلا تقر له أنك شربت نبيذا قط، فقال
له موسى: فإذا كان دعاني لهذا فما حيلتي؟ قال: فلا تضع من قدرك ولا تفعل فإنما
أراد هتكك، فأبى عليه فكرر عيله. فلما رأى أنه لا يجيب قال: أما إن هذا مجلس لا
تجمع أنت وهو عليه أبدا، فأقام ثلاث سنين، يبكر كل يوم فيقال له: قد تشاغل اليوم
فرح فيروح، فيقال: قد سكر فبكر، فيبكر فيقال: شرب دواء، فما زال على هذا ثلاث سنين
حتى قتل المتوكل ولم يجتمع معه عليه.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 502
تاريخ النشر : 2024-09-04