أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
قال الطبرسي رحمه الله: " وآتينا
عيسى بن مريم البينات " أي المعجزات وقيل: الانجيل
" وأيدناه بروح القدس " أي قويناه بجبرئيل، وقيل: أي الانجيل، وقيل: هو الاسم
الذي كان عيسى يحيي به الموتى، وقيل: هو الروح الذي نفخ فيه فأضافه إلى نفسه تشريفا،
والقدس: الطهر، وقيل: البركة، وقيل: هو الله تعالى. " وجعلنا ابن مريم وأمه
آية " أي حجة على قدرتنا على الاختراع " وآويناهما إلى ربوة " أي
وجعلنا مأواهما مكانا مرتفعا مستويا واسعا،
والربوة هي الرملة من فلسطين وقيل: دمشق، وقيل: مصر،
وقيل بيت المقدس، وقيل: هي حيرة الكوفة وسوادها، والقرار: مسجد الكوفة، والمعين:
الفرات، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام، وقيل: " ذات قرار " أي
ذات موضع استقرار، أي هي أرض مستوية يستقر عليها ساكنوها، و قيل: ذات ثمار إذ لأجلها
يستقر فيها ساكنوها " ومعين " أي ماء جار ظاهر للعيون. " أنعمنا
عليه " أي بالخلق من غير أب وبالنبوة "
وجعلناه مثلا لبني إسرائيل " أي آية لهم ودلالة يعرفون
بها قدرة الله تعالى على ما يريد حيث خلقه من غير أب، فهو مثل لهم يشبهون به ما
يريدون من أعاجيب صنع الله " بالحكمة " أي بالنبوة، وقيل: بالعلم
بالتوحيد والعدل والشرائع " بعض الذي
تختلفون فيه " قيل: أي كله، كقول لبيد: أو يخترم بعض النفوس
حمامها. أي كل النفوس، والصحيح أن البعض لا يكون في معنى الكل،
والذي جاء به عيسى في الانجيل إنما هو بعض الذي اختلفوا فيه وبين لهم في غير الانجيل
ما احتاجوا إليه، وقيل: معناه: لأبين لكم ما تختلفون فيه من أمور الدين دون أمور
الدنيا وهو المقصود " فاختلف الاحزاب " يعني اليهود والنصارى في أمر
عيسى.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [232]
تاريخ النشر : 2024-08-14