أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير العياشي
عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر
وأبي عبد الله عليهما السلام قال: إنه لما كان من أمر موسى عليه السلام الذي كان
اعطي مكتل فيه حوت مملح، وقيل له: هذا يدلك على صاحبك عند عين مجمع البحرين، لا
يصيب منها شيء ميتا إلا حيي، يقال له الحياة، فانطلقا حتى بلغا الصخرة فانطلق
الفتى يغسل الحوت في العين فاضطرب في يده حتى خدشه وانفلت منه، ونسيه الفتى، فلما
جاوز الوقت الذي وقت فيه أعيا موسى وقال لفتاه: " آتنا غداءنا لقد لقينا من
سفرنا هذا نصبا * قال أرأيت " إلى قوله: " على آثارهما قصصا " فلما
أتاها وجد الحوت قد خر في البحر فاقتصا الاثر حتى أتيا صاحبهما في جزيرة من جزائر
البحر، إما متكئا وإما جالسا في كساء له، فسلم عليه موسى، فعجب من السلام وهو في
أرض ليس فيها السلام، فقال: من أنت ؟ قال: أنا موسى، قال: أنت موسى بن عمران الذي
كلمه الله تكليما ؟ قال: نعم، قال: فما حاجتك ؟ قال: أتبعك على أن تعلمني مما علمت
رشدا، قال: إني وكلت بأمر لا تطيقه ووكلت بأمر لا اطيقه، وقد قال له: " إنك
لن تستطيع معي صبرا * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا * قال ستجدني إن شاء الله
صابرا ولا أعصي لك أمرا " فحدثه عن آل محمد وعما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما، ثم
حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أمير المؤمنين عليه السلام وعن ولد
فاطمة وذكر له من فضلهم وما اعطوا حتى جعل يقول: يا ليتني من آل محمد، وعن رجوع
رسول الله صلى الله عليه وآله إلى قومه وما يلقى منهم ومن تكذيبهم إياه، وتلا هذه
الآية: " ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة " فإنه أخذ
عليهم الميثاق.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [305]
تاريخ النشر : 2024-08-03