التفسير بالمأثور/تأويل الآيات والروايات/الإمام الباقر (عليه السلام)
علي بن محمد، عن علي بن العباس،
عن علي بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله
وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي، وهو قول الله: " الله نور السموات والارض
" يقول: أنا هادي السماوات والارض مثل العلم الذي أعطيته وهو نوري الذي يهتدى
به مثل المشكاة فيها المصباح، فالمشكاة قلب محمد صلى الله عليه واله، والصباح النور
الذي فيه العلم، وقوله: " المصباح في زجاجة " يقول: إني اريد أن أقبضك فاجعل الذي
عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة، " كأنها كوكب دري " فأعلمهم
فضل الوصي، يوقد من شجرة مباركة " فأصل
الشجرة المباركة إبراهيم صلى الله عليه، وهو قول الله
عزوجل، " رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " وهو قول الله عزوجل:
" إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها
من بعض والله سميع عليم " لا شرقية ولا غربية " يقول: لستم بيهود فتصلوا
قبل المغرب، ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق، وأنتم
على ملة إبراهيم صلوات الله عليه، وقد قال
الله عزوجل: " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين
" وقوله عزوجل: " يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله
لنوره من يشاء " يقول: مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر من الزيتون،
يكاد زيتها يضيئ، يقول: يكادون أن يتكلموا بالنبوة ولو لم ينزل عليهم ملك.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 4 / صفحة [ 19 ]
تاريخ النشر : 2024-06-06