أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي يعقوب ويوسف عليهما السلام/الإمام الباقر (عليه السلام)
أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثني
محمد بن جعفر ابن محمد بن رياح الأشجعي، قال: حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي، قال:
أخبرنا أرطاة بن حبيب، عن زياد بن المنذر، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما
السلام)، قال: لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها: لو أتيت يوسف (عليه السلام)
، فشاورت في ذلك، فقيل لها: إنا نخافه عليك. قالت: كلا إني لا أخاف من يخاف الله،
فلما دخلت عليه فرأته في ملكه، قالت: الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته،
وجعل الملوك عبيدا بمعصيته، فتزوجها فوجدها بكرا، فقال: أليس هذا أحسن، أليس هذا
أجمل؟
فقالت: إني كنت بليت منك بأربع خصال: كنت
أجمل أهل زماني، وكنت أجمل أهل زمانك، وكنت بكرا، وكان زوجي عنينا.
فلما كان من أمر إخوة يوسف ما كان، كتب
يعقوب إلى يوسف (عليهما السلام) وهو لا يعلم أنه يوسف: (بسم الله الرحمن الرحيم.
من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله (عز وجل) إلى عزيز آل فرعون. سلام عليك،
فإني أحمد إليك الذي لا إله إلا هو.
أما بعد: فإنا أهل بيت تولع بنا أسباب
البلاء، كان جدي إبراهيم (عليه السلام) ألقي في النار في طاعة ربه، فجعلها الله
عليه بردا وسلاما، وأمر الله جدي أن يذبح أبي ففداه بما فداه به، وكان لي ابن وكان
من أعز الناس عندي ففقدته فأذهب حزني عليه نور بصري، وكان له أخ من أمه فكنت إذا
ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري فيذهب عني بعض وجدي وهو المحبوس عندك في
السرقة، فإني أشهدك أني لم أسرق ولم ألد سارقا).
فلما قرأ يوسف الكتاب بكى وصاح وقال:
﴿اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين﴾ .
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 456
تاريخ النشر : 2024-06-02