هذا البلدُ الذي عاشتْ فيه آلافُ الرموزِ الإنسانيةِ والشخصياتِ الثقافيةِ والاجتماعيةِ والسياسيةِ، يحملُ ترسانةً من الثقافةِ والفكرِ والتي تُسمّيها الناسُ "حضارةً" فهوَ يملكُ مِن الآثارِ والحجارةِ ما لا تجدهُ في أيِّ مكانٍ آخرَ، المجدُ المتتالي الذي صنعهُ مَن سبقَنا (سومر ، أكد ، آشور) يُحمِّلُنا أعباءَ أرضٍ عظيمةٍ جداً ، ليستْ بالناسِ فقط بل حتى في بيئتِها ومناخِها وتضاريسِها ، فيها الماءُ والنهرُ والسدُّ والسهلُ والجبلُ والصحراء ُ ، كلُّ ما في العراقِ يُحمِّلُنا أعباءً والنهوضُ والتقدُّمُ والرُقيُّ ، كلُّ ما في العراقِ يجعلُ مِنَ العراقيِّ أنْ يكونَ كالنخيلِ باسِقاً يشقُّ السماءَ مرفوعَ الرأسِ لا يهابُ سوى الحقِّ.
كفى لأصواتِ النشازِ التي طالما هبّطتْ من قيمةِ العراقيِّ ، وأشعرتهُ أنّهُ لا بدَّ أنْ يُساقَ مِن قِبلِ هذا وذاك .
حانَ الأوانُ أنْ يقولَ العراقيُّ كلمتَهُ ، وأنْ يُصرِّحَ بقوّتِهِ وبإرثهِ وتراثهِ الدينيِّ والفكريِّ والثقافيِّ وبخُلقِهِ وكرمهِ وشجاعتهِ وصبرهِ.
لقد اتّضحَتْ للجميعِ شخصيةُ العراقيِّ، وأنّهُ يستطيعُ أنْ يعبرَ الأزماتِ ويخلقَ حياةً جديدةً من أجلِ الأجيالِ الصاعدةِ، وانعكستْ تلكَ الصورُ من التظاهراتِ السلميةِ الرائعةِ، التي كانَ شبابُ العراقِ فيها يرسلونَ رسائلَ المجدِ والعزِّ لكلِّ مَن يراهُم ومن يسمعُهم قريباً كانَ أم بعيدا.







زيد علي كريم الكفلي
منذ 8 ساعات
٦ × ٦ = ٣٢
رؤية المؤسسات الدولية للحوزة العلمية في النجف الأشرف
جاهزية الاستعداد لشهر رمضان
EN