ورد في الزيارة الجوادية للإمام الرضا (السَّلَامُ عَلَى مَنْ كُسِرَتْ لَهُ وِسَادَةُ وَالِدِهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى خَصَمَ أَهْلَ الْكُتُبِ وثَبَّتَ قَوَاعِدَ الدِّينِ..)
يروي تُراثُنا الروائيُّ أنَّ الإمامَ عليًّا قالَ: (لَو ثُنِيَتْ ليَ الوِسادَةُ لحَكَمتُ بينَ أهلِ التَّوراةِ بِتَوراتِهِم، وبَينَ أهلِ الإنجيلِ بإنجِيلِهِم، وأهلِ الزَّبورِ بِزَبورِهِم، وأهلِ القُرآنِ بِقُرآنِهِم، حَتّى يَزهَرَ كُلُّ كِتابٍ مِنْ هذهِ الكُتُبِ وَيَقولُ: يا رَبِّ إنَّ عَليًّا قَضَى بِقَضائِكَ).
مَا هِيَ الوِسادَةُ
هي ليست وسادة نوم بل هِيَ كِنَايَةٌ عَنِ الفُسحَةِ والمَجالِ وخُصوبَةِ الأرضِ واتِّساعِ الحَالِ، وما ضَاقَ بهِ زَمانُ أميرِ المُؤمِنينَ، اتَّسَعَ في زَمَنِ الإمامِ الرِّضا. حَتَّى كُسِرَتْ لَهُ الوِسَادَةُ.
المأمُونُ ظَنَّ أنَّهُ سَيُحاصِرُ الإمامَ الرِّضا بِعُلَماءِ الأديانِ ليَفرِضُوا عَليهِ الغَلَبَةَ وَكَسرَ الحُجَّةِ، فإذا بالإمامِ يَضَعُ حِجارَةً في أفواهِهِم، ويُسكِتُ أصواتَهُم، حَتّى أذعَنَ الجميعُ بِفَضلِهِ.
يأبَى اللهَ إلّا أنْ يُعلِيَ كَلِمَتَهُ، ويُتِمَّ نُورَهُ، ويُقِيمَ حُجَّتَهُ.
قالَ الامام الرِّضا للنَّوفَليِّ أَتُحِبُّ أنْ تَعلَمَ مَتَى يندَمُ المأمونُ
قُلتُ: نَعَم، قالَ: إذا سَمِعَ احتِجاجِي على أهلِ التَّوراةِ بِتَوراتِهِم، وعلى أهلِ الإنجيلِ بإنجِيلِهِم، وعلى أهلِ الزَّبورِ بِزَبورِهِم، وعلى الصَّابئينَ بِعِبرَانِيَّتِهِم... وَهكذَا ..أقَامَ الحُجَّةَ، ورَفَعَ رايةَ الإسلامِ، وكَشَفَ للناسِ مَنْ هُم وَرَثَةُ العِلمِ، وسَادَةُ الإنسِ والجَّانِ. فكَسَرَ وِسادَةَ والدِهِ أميرِ المُؤمِنينَ.
السَّلَامُ عَلَى الْبَهْجَةِ الرَّضَوِيَّةِ، والْأَخْلَاقِ الرَّضِيَّةِ، والْغُصُونِ الْمُتَفَرِّعَةِ عَنِ الشَّجَرَةِ الْأَحْمَدِيَّةِ.







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN