الحرير الطبيعي هو الياف بروتينية يتم الحصول عليها من شرانق ديدان الحرير، والتي تعتبر أفضل الياف النسيج قاطبة واعلاها قيمة، ويسمى علم تربية ديدان الحرير بعلم استزراع الحرير Sericulture وتعتبر الصين هي منشأ تربية ديدان الحرير.
يصل تعداد الحشرات المنتجة للحرير الى ما يقرب من 400-500 نوع في المملكة الحيوانية ولكن القليل منها الذي يستغل اقتصاديا، والغالبية العظمى منها تنتمي الى رتبة حرشفية الاجنحة وعموما فان دودة الحرير التوتية Bombyx mori تنتج ما يقرب من 95 من اجمالي الإنتاج العالمي للحرير الطبيعي ويطلق عليه اسم حرير القز او الحرير القياسي.
احتكرت الصين صناعة الحرير لحقبة طويلة من الزمن وذلك قبل الميلاد بحوالي 3000 عام، حيث كانت هناك تشريعات صارمة لضمان عدم تهريب اسرار تربية ديدان الحرير الى خارج الصين، ولكن بمرور الزمن ومع أوائل التاريخ الميلادي وبسبب التجارة بين الصين ودول اوربا أصبحت تجارة الحرير تجاره رائجة بين دول اوربا ودول الشرق الأقصى ومن ثم قامت دول كثيرة بتربية ديدان الحرير والاستفادة منها، وتعتبر الصين واليابان هم الرواد في انتاج الحرير حيث ينتجان قرابة 80 من الإنتاج العالمي للحرير.
يأخذ الحرير مكانة مرموقة بين الياف المنسوجات الأخرى وذلك لما يتميز به من صفات ممتازة حيث تلقب منسوجات الحرير بملكة المنسوجات المتوجة فهو يتفوق على الياف المنسوجات من أصل نباتي (قطن وكتان) او أصل حيواني (صوف وبر شعر) بطول الخيط المستعمل في التصنيع والذي يكون ما بين 700-1400 م. ويجب ان تتوفر في الياف النسيج انها مريحة ومقاومة للكرمشة ولها القدرة على التحمل والمتانة والمرونة والبقاء بحالة جيدة لفترات طويلة..
الحرير رديء التوصيل للكهرباء ولذلك يستعمل كمادة مغلفة للكابلات الكهربية.
تناسب الاقمشة الحريرية جميع فصول السنة وذلك لخواصها الحرارية المثالية، وبذلك يصنع من الحرير الحفة واغطية مراتب اسرة النوم وذلك لأنه يعمل كطبقة عازلة حول الجسم.
يعتبر خيط الحرير من اقوى الخيوط المستخدمة في صناعة المنسوجات، وهو يماثل في متانته متانة سلك حديد صلب بنفس القطر بل أكثر منه قوة، وكذلك من أخف أنواع الخيوط وزنا حيث يزن خيط من الحرير عيار 3 دنيير وطوله 450 متر حوالي 0.2 جرام، كذلك يتميز خيط الحرير بالمرونة العالية حيث يتحمل ثقل 3 الى 4.5 جرام/ دنيير وذلك قبل ان ينقطع.