لم ترتقِ قوانين نيوتن الكلاسيكية في الجاذبية الى مستوى قناعة العبقري البرت اينشتاين وخصوصاً ان قوانين نيوتن في الجاذبية لم تاخذ بنظر الاعتبار الاسس الزمنية في ميكانيكية الجاذبية فبدت وكانها عملية آنية غير معتمدة على الزمن وكأن كل كتلتين في الكون يتجاذبان بلا زمن (آنيا) , لنستدعي الان قانون الجاذبية العام الذي نص من خلال السير اسحاق نيوتن بما يلي ( كل كتلتين في الكون تجذب احداهما الاخرى بقوة جذب تتناسب طردياً مع حاصل ضرب الكتلتين وعكسياً مع مربع البعد بينهما)!!.
شئ غريب بصراحة ! ثم ماذا يانيوتن هل انتهى نص قانونك الى هنا ؟
هل من المعقول ان كل جسمين في الكون تتولد بينهما قوة جذب ولا تتناسب هذه القوة مع الزمن اياً كانت هذه القوة ؟؟!!.
هذا يعني شيئاً واحداً خطيراً وخطيراً جداً بالنسبة لألبرت اينشتاين , هذا الشئ هو ( بما ان عملية تجاذب اي جسمين تمت بلا زمن (t=0) اي بسرعه لانهائية فهذا يعني ا شيئاً واحداً وهو ان عملية التسارع اكبر من سرعة الضوء (v>c) ). وبالمقارنة بالمسلّمات التي اقرها البرت اينشتاين في نسبيته الخاصة عام 1905 التي اقتضت ان سرعة الضوء هي سطح السرع اي انها اكبر سرعة في الكون ولايمكن ان تجتازها اي سرعة مهما بلغت هذه السرعة من حدها الاقصى .
أذن جاذبية نيوتن لاتتوافق ونتائج النسبية الخاصة لالبرت اينشتاين بل وهنالك شرخ علمي واضح وخصوصاً وان تسارع جاذبية نيوتن تفوق سرعة الضوء!!!.
من هنا اعتكف اينشتاين قرابة 10 اعوام بعد نسبيته الخاصة لأجل تقديم نمط حقيقي للجاذبية وغسل العار العلمي الذي صنعه نيوتن في هذا المجال ومن الجدير بالذكر ان جاذبية نيوتن لم تخفق في كون تسارعها لانهائي فحسب بل ان نيوتن لم يستطيع ان يفسر حركة الاجسام ذات السرع العالية من خلال قوانينه في الجاذبيه وكذلك اخفق في تفسير جاذبية الثقوب السود بل والاكثر من هذا والادهى والانكى ان نيوتن لم يقدم تفسير حول ماهية الجاذبية وماشكل ذلك المجال الذي يؤسر من خلاله الاجسام , تخيلوا باننا لو قلنا لنيوتن ماهي الجاذبية ؟ لرد قائلاً ( لاأعلم فكل مااعرفه انها تولد قوة بين جسمين وحسب)!!.
من هنا تدخلت النسبية العامة بربانها العملاق اينشتاين لتقدم حلول جذرية لهذه المشاكل غيّرت المفاهيم الكلاسيكية النيوتنية وخصوصاً الجذبية منها لتبدأ دورة حياة جديدة لفهم اعمق للجاذبية.
اينشتاين كان يريد ان يهندس المجال الجذبي وينتقل بالمجال الجذبي الى الابعاد الهندسية لانه كان يعتقد جازماً ان التاسيس الهندسي يمتلك الحلول الجذرية لحل المشاكل السالفة فقدّم فكرة (النسيج الزمكاني) التي افترض من خلالها ان الفضاء يتكون من اشبه مايسمى بالشبكة ولكن هذه الشبكة تختلف عن الشبكة الطبيعية لكونها تتكون ( مكان((x,y,z+ زمان(t) ) اذن هي شبكة رباعية الابعاد ثلاث منها ابعاد مكانية (x,y,z) وبعد رابع زماني (t).
لنقف قليلاً مع النسيج الزمكاني ولنصف جزءاً منه علنا نوفق لتقديم ذلك الوصف , الفضاء في نظر اينشتاين يتكون من هذا النسيج الزمكاني الرباعي الابعاد , الآن لناخذ مقطع من الفضاء ونتخيل شكل النسيج فيه, لو تخيلنا ان المقطع الذي افترضناه من الفضاء خالي الاجرام اي خالي من الشمس والكواكب ومن الثقوب السوداء ومن كل الاجرام التي من الممكن ان تتواجد فيه فان شكل النسيج ضمن هذا الفرض يكون نسيج منتظم وغير مشوه وليس فيه اي انحناء او تعوّج وكانه قطعة من الجيلاتين (الجل) ويجب علينا ان لاننسى ان ابعاد هذا النسيج هي اربع ابعاد ثلاث منها مكانية وواحدة زمانية.
لكن, ماشكل هذا النسيج الزمكاني في الفضاء الذي توجد فيه اجرام مثل الشمس والكواكب والنجوم العملاقة والثقوب السود وغيرها؟ هل يبقى منتظماً او يتشوه ؟ , فلناخذ شكل النسيج الزمكاني حول الشمس مثلاً ماشكله؟
شكل هذا النسيج سوف يتشوّه عما كان عليه في الفضاء الخالي من الشمس وسوف تؤدي الشمس الى حدوث تقعّر في ذلك النسيج وكأننا وضعنا حبة كرز في ذاك الجيلاتين (الجل).
كيف سخّر اينشتاين وصفه للنسيج الزمكاني في تفسير الجاذبية؟
ما المغزى اصلاً من هذا الفرض ؟
هذا ماسنناقشه في المقال التالي (النسبية العامة - 2 ) ان شاء الله تعالى .







د.فاضل حسن شريف
منذ 5 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN