Logo

بمختلف الألوان
في وطنٍ تئنُّ روحه من ثِقل الأيام، وتتوقُّ أجياله إلى فجرٍ يمحو ظلام اليأس، انبعث نورٌ من قلب مدينة مقدسة، نورٌ يملأ الوطن ضياءً، وأيدٍ أمينة تعانق آماله واحلامه. سطع نور العتبة العباسية المقدسة، التي لطالما كانت مَوئِلاً للعلم والمعرفة، لتتجاوز دورها الديني وتصبح حاضنة حقيقية للطاقات الشابة،... المزيد
أخر المواضيع


مرحبا بكَ زائرنا العزيز
نتمنى أن تكون في تمام الصحة والعافية

تحذير! هل انت متأكد من حذف هذا المقال مع الردود عليه ؟
الشباب والملل

منذ 9 سنوات
في 2017/01/29م
عدد المشاهدات :1169
تحتاج النفوس دائماً الى حافز للبقاء في التألق، وهذا الحافز يحتاجه الجميع؛ لأن بروز الملل في النفس أمر سريع جدا حتى قيل إن عدم الملل من المعاجز البشرية. وفئة الشباب تمتاز بأعلى درجات بروز الملل في شخصياتهم وتصرفاتهم، حتى أصبحوا مضربا للمثل في شدة وضوح هذه الظاهرة في حياتهم الاجتماعية، بل وأصبحت من مشاكل وصعوبات التعامل معهم، واخذ الكبار يفكرون في طرق التواصل المبتكرة التي تسمح لهم بالتعامل مع هذه الفئة دون التصادم مع هذه الصفة. وقبل أن نبحث عن الطرق التي يحتاجها الإنسان عندما يتواصل مع لشباب علينا أن نفهم أن للشباب عالما خاصا له قوانين تحكمه وهو ليس عالما شبيها بعالم الكبار والراشدين من الناس _سواء كانوا من الآباء أو الأمهات_ وتبرز أهمية هذا التشخيص الدقيق لوجود عالم خاص بالشباب أن البعض من الآباء يجهل أو يتغاضى عن مثل هذه القضية ويتعامل مع الشاب وكأنه يتعامل مع شخص في عمره وتجربته ووعيه. ومن الجدير ذكره إن الاستعداد النفسي عند الكبار لابد أن يكون بمستوى المسؤولية الأخلاقية والشرعي تجاه هذه الفئة؛ لان الكثير من هؤلاء الشباب يفقد الأمل في أبيه وأمه وأقربائه ويبحث عن أشخاص آخرين يضع ثقته وزمام نفسه تحت سلطتهم ورعايتهم، وتبدأ بعد ذلك آثار الاختيار السيئ للأشخاص الآخرين، ثم يبدأ مسلسل لا ينتهي من الانتهاكات والانحرافات على مستوى الوعي والتصرف، وتكبر مع الزمن الفجوة التي أحدثها البعد بين الآباء والأبناء. وصفة الملل وعدم القدرة على تحمل تبعات الفعل البطيء في تصرفات الكبار هو من ابرز ما يكدر العلاقة التي تربط بين الطرفين، وهذه العلاقة ليست مبنية بل تحتاج الى بناء وهي كالرسم على الماء إن كان الآباء مغفلين من ناحية الوعي الاجتماعي؛ وهذا ما يفسر لنا كيف أن كثير من كبار أصحاب الشهادات العليا لا يملكون ما يملكه الأمي من الناس؛ لأنه يمتلك وعيا وفطنة اجتماعية لا تدرس في الجامعات بل تدرس في بيئة الحياة العاقلة والهادفة. ويحتاج الآباء في كثير من الأحيان الى أن ينظروا الى فترة شبابهم ويسترجعوا شريط الذكريات التي عاشوها في بداية شبابهم حتى يفهموا شعور أبنائهم عندما ينفرون من التواصل معهم، وهذه الاستعادة للذكريات تساعد كثيرا في وضع حجر الأساس على أول طريق الوصول الى قلب الشاب الذي تتقاذفه آلاف الأحلام والأمنيات. ومما يساعد على تذليل صعوبة التواصل ين الطرفين أن يضع الأب أولوية التواصل قبل أولوياته الأخرى، فلا يعتبر فقدان الاحترام مشكلة وهو غافل عن السبب، كما لا يعتبر فقدان الاهتمام بكلامه مشكلة وهو غارق في تأصيل المشكلة وهكذا. ولكل فئة من الناس لغة خاصة والشباب لغتهم التي يفهمونها هي لغة العصر المتأثرة بالمصطلحات التي تؤخذ من الإعلام المرئي، وأحيانا يتكلمون بلغة لا يفهمها غيرهم من الناس، وذلك أمر طبيعي فهم الفئة الأكثر تأثرا بتقلبات الحياة والأكثر انفتاحا على التطور التقني الاستهلاكي، ويحتاج الإنسان أحيانا الى وقت طويل حتى يفهم طلاسم كلامهم الخاص وهم في الوقت نفسه ليسوا ميالين لتعليم غيرهم اللغة التي يستعملونها، لان التعليم يحتاج الى أناة وصبر وهم ميالون للضجر والسرعة ويعتبرون ذلك سمة تميزهم عن بقية أفراد المجتمع. فإذا كان الأب يريد أن يصل الى قلب الشاب فعليه أن يفهم لغته ولا يستهزيء بمصطلحاته ولا بطريقة كلامه؛ لان هذا من موجبات زيادة الفجوة بين الفريقين، ويستحسن أن تكون سمة الندية والاحترام هي السائدة بين الطرفين حتى يشعر الشاب بأهمية وجوده الخاص؛ فليس من المعقول أن يشعر الشاب بأهمية فئة الكبار واحترام خصوصياتهم ولا يقابل بنفس اللغة والمنهج. ولابد أن يبقى في الذهن واضحا ضرورة التأكيد على خصوصية الشاب في الحديث وفي أهمية مراعاة المنهج السليم في التعامل معه؛ لان الهدف هو الوصول الى قلبه والتأثير في سلوكه واستعمال الأسلوب غير المؤثر لا يؤدي الغرض، بل يؤدي في كثير من الأحيان الى بروز مشاكل جديد ليست لها حلول حاضرة، ويزيد من صعوبة التواصل الاجتماعي، ويظهر الكبير كأنه يعمل لمصلحته الخاصة وليس لمصلحة الشاب، وهذا ما يجعل الشاب ملولا من الاستماع إليه وحريصا على قطع التواصل؛ لأنه يشعر أن المعني الأول بهذا التواصل هو مصلحة الآخرين، وهو غير مستعد من الناحية النفسية أو السلوكية أن يضيع وقته في استماع الكلام فيلجأ الى عالم الملل، ويترك الأب أو الأم وحيدا لا يجد سبيلا للوصول الى الغاية، وهذه المشكلة هي مشكلة جميع الأجيال لكنها تزداد صعوبة مع الأيام بفعل تدخل التقنيات وتأثيرا على سلوكيات الشباب وخلق جيل من المجتمع مرتبط بالأجهزة والتقنية أكثر من ارتباطه بعالم الواقع. والملل هو سلاح الشاب للخروج من المتابعة لتعليمات الكبير كما انه يمكن أن يكون سبيل الكبير للوصول الى قلب الشاب من خلال ضع خطة يتجاوز فيها مميزات الشاب ويدخل بوعيه ودرايته الى عالم ابنه فيأخذ بيده الى سبيل الرشاد.
جميل مانع البزوني
علي وياك علي... هل هم على نهج علي
بقلم الكاتب : حسن الهاشمي
حسن الهاشمي أيها الساسة العراقيون بعد التغيير تدّعون انكم على نهج الامام علي عليه السلام، أينكم من الامام وهو يقول: (أتيتكم بجلبابي وثوبي هذا فأن خرجت بغيرهنّ فأنا خائن) نهج البلاغة لابن ابي الحديد. تدّعون أنكم على نهج السيد السيستاني حفظه الله، وهو يعيش في بيت بسيط قديم في أحد أزقة النجف، لا حراسات... المزيد
المزيد من المقالات الإجتماعية

المزيد من المقالات الثقافية

الْتَّضَارِيْسُ إِنَّ الْـعُـيُوْنَ الَّـتِـيْ سَـالَـتْ تُـوَدِّعُـكُمْ ... المزيد
كان اسمها (زينب)  ويقال إن للإنسان نصيبا من اسمه،وهي كذلك،ترتدي الخُلق وتنطق... المزيد
ونحنُ في المشتاةِ ندعو الجَفَلَىٰ لا تُرى الآدِبَ فينا يُنتَقَرُ طرفة بن العبد... المزيد
مازلتُ غريقا في جيبِ الذكرياتِ المُرّةِ، أحاولُ أن أخمدها قليلا ؛لكنّ رأسها... المزيد
رُوَّادُ الولاء : شعراء أضاءوا بالحقِّ فطُمِسَ نورُهم لطالما تهادت على بساط... المزيد
في قريةٍ صغيرةٍ محاطةٍ بجبالٍ شاهقة، عاش رجلٌ يدعى هشام، معروفٌ بحكمته وطيب قلبه،... المزيد
في فضاءات القصيدة العراقية، ينهض فالح حسون الدراجي كصرحٍ شعريٍّ نادر، يُجسّد آلام أمةٍ...
في زاوية السوق، جلس رجل أشيب، يضم كفيه الفارغتين إلى صدره كمن يحمي كنزًا لا يُرى. كان اسمه...
حين نتحدث عن الأجناس الأدبية التي تتصدر المشهد الثقافي العربي عامة، والعراقي خاصة، نُشَخِّص...
في رحاب الكاظمية المقدسة، وُلد جابر بن جليل كرم البديري الكاظمي عام 1956، ليكون نجمًا متألقًا...


منذ 1 اسبوع
2025/11/24
تُعدّ الجذور الحرّة أحد أكثر العوامل الكيميائية تأثيرًا على صحة الإنسان، فهي...
منذ 1 اسبوع
2025/11/24
سلسلة مفاهيم في الفيزياء الجزء الثامن والسبعون: فيزياء الذات والمصير: اختيار...
منذ 1 اسبوع
2025/11/24
هي استخدام تقنيات متقدمة مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة...