سعياً منه لرقيّ الواقع التعليمي والفكري والمساهمة في بناء نظام تعليمي شامل لكل المراحل الدراسية، أقام مركز العميد للدراسات والبحوث ندوة مشتركة مع مؤسسة الحكمة والمديرية العامة للمناهج في وزارة التربية، تسعى لتهذيب المناهج والطرق التعليمية للنهوض بواقعٍ مجتمعيٍّ سليم يهدف لبناء جيل جديد قادر على بناء العراق.

الندوة أقيمت صباح اليوم الجمعة (3 ربيع الثاني 1439هـ) الموافق (22/12/2017م)، وتحت شعار (مناهج مادة الاجتماعيات للمرحلة الابتدائية لعراق ما بعد داعش : قراءات مستقبلية)، وتمحورت الندوة حول مادة الاجتماعيات للمرحلة الابتدائية؛ لما لها من أهمية سيما ان هناك مناطق من البلاد قد تعرضت لضرر بالغ أثر سقوطها بيد عصابات داعش الارهابية في الاعوام السابقة .

وقد حضر الندوة اساتذة من جامعات العراق ومن وزارة التربية، ونوقشت فيها مادة الاجتماعيات التي كانت مؤلفة من قبل المجاميع الارهابية في تلك المناطق، وماهية الرؤى المستقبلية لخطورة هذه المادة اذا ما تم التغافل عنها.

الاستاذ الدكتور داوود سلمان الزبيدي التدريسي في جامعة بغداد ومركز العميد الدولي للبحوث والدراسات، تحدث عن طبيعة الندوة والهدف منها قائلاً: " تعتبر هذه الندوة، ندوة عمل في هذه المرحلة والتي تعتبر الفاصلة والتاريخية في تكوين المجتمع العراقي من جديد، حيث مر المجتمع العراقي بعد التحرير بمشاكل وأخطار عدة، ومن هذه الاخطار هو تنظيم داعش الذي حاول تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي قبل تمزيق المكان في العراق العظيم ".

وأضاف" تعمل هذه الندوة على مناقشة السبل والطرق المهمة التي نستطيع من خلالها التعامل مع التكوين الاساسي والاول في المجتمع العراقي الا وهو الطفولة والفتوة، حيث تهتم هذه الورشة بمناهج التعليم الابتدائي لفترة ما بعد داعش وخاصةً في المناطق التي حررت والتي استباحتها داعش، لما لهذا التنظيم من انعكاسات خطيرة على العقل الجمعي والعقل المجتمعي".

واشار الزبيدي الى المخلفات والمشاكل النفسية التي سببتها الاعمال الاجرامية طيلة فترة اجتياحهم الهمجي لمناطق من البلاد قائلا "من ابرز مشاكل وافرازات داعش هي المشاكل النفسية التي خلفها على عقلية الطالب العراقي في تلك المناطق، لذا فإن هذه الندوة تجتمع لتضع رؤاها وخططها لتتبناها مديرية المناهج مستقبلاً لتجاوز كل افرازات هذا التنظيم الارهابي الذي وضعه في المناهج التعليمية في تلك المناطق".