تكريماً وتخليداً للعلماء الأعلام والشخصيات الدينية والعلمية في مدينة الكاظمية المقدسة، حضر الأمين العام الأستاذ الدكتور جمال عبد الرسول الدباغ الحفل التأبيني الذي أقيم مساء الجمعة 27/10/2017 بمناسبة الذكرى السنوية المئوية لرحيل الإمام الثائر آية الله العظمى السيد مهدي الحيدري "قدس سره"، في قاعة الحسينية الحيدرية بمدينة الكاظمية المقدسة، وقد شهد الحفل التأبيني محاضرةً تاريخية للباحث المهندس عبد الكريم الدباغ استعرض في مقدمتها السبب والجدوى من إقامة هذه مجالس وأهميتها في استلهام الدروس والعبر وما خلّفه أعلامنا الأعلام من آثار في الميادين والمعارف كافة، كما يتنسى لتلك المجالس اكتشاف المواهب العلمية والفكرية والثقافية، ولفت نظر طلبة العلوم والباحثين والمؤلفين إلى هؤلاء الأعلام والتعريف بهم لتتوافر بين أيديهم مادة علمية رصينة تستثمر في دراساتهم الأكاديمية، فضلاً عن أن مدينة الكاظمية المقدسة عمادها المنتديات العلمية والفكرية والثقافية ورعاية المفكرين حيث تسعى من خلالها الى الحفاظ على الهوية العربية المسلمة. 
كما تطرق الباحث إلى شذرات من السيرة المباركة للسيد مهدي الحيدري وولادته سنة 1250هـ 1835م ونشأته في بيئة دينية وعائلة لباسها التقوى، وثروتها العلم، وأشار إلى هجرته وتنقله لطلب العلم بين الكاظمية وسامراء المقدستين والنجف الأشرف، وتتلمذه على يد كبار العلماء والأستاذة منهم الشيخ محمد حسين الكاظمي والشيخ محمد حسن آل ياسين والسيد هادي الصدر والسيد محمد حسن الشيرازي وغيرهم، وله جهود علمية ونتاجات كثيرة من المؤلفات والكتب المتنوعة في الفقه والأصول والرجال وغيرها، وذكر أن من أبرز تلامذته الشيخ إبراهيم السلماسي والشيخ محمد صادق الخالصي والشيخ مهدي المراياتي وغيرهم. 
كما تناول الباحث الاشارة الى الحركات الجهادية المنطلقة من مدينة الكاظمية المقدسة ومنها حركة الجهاد ضد العدوان الايطالي على ليبيا سنة 1911 واعتداءات الدولة القيصرية على شمال إيران سنة 1912، فضلاً عن قيادة السيد الحيدري لحركة الجهاد سنة 1914م ـ 1333هـ ضد الاستعمار البريطاني التي انطلقت من مدينة الكاظمية المقدسة باتجاه مدينة البصرة، حتى وفاته في 11 محرم 1336هـ الموافق27/10/1917. 
كما استشهد الباحث بما قيل في حق السيد مهدي الحيدري "طاب ثراه" على لسان كبار العلماء والمفكرين في سيرته ومنهجه وخطواته الإصلاحية. 
وتؤكد الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة من خلال مشاركتها في هذا الحفل التأبيني على ضرورة الاهتمام والاحتفاء برموز مدينة الكاظمية ومنهم الإمام الثائر السيد مهدي الحيدري "طاب ثراه" واستذكار مآثره والتركيز على مسيرته الخالدة وصفحات حياته المشرقة لأجل الحفاظ على تراثه الديني والعلمي والثقافي والحضاري لتتأسى به الأجيال القادمة.