معاشرة الناس بالحسنى ومتابعة احوالهم وقضاء حوائجهم وتحمل مشاكلهم وأذيتهم فيه ثواب عظيم ولكن الإنسان المؤمن يحتاج بين وقت وآخر إلى العزلة حتى يريح قلبه من الهموم ويتفرغ ويتوجه للخالق الواحد أنيس المستوحشين.
" أنت لا غيرك مرادي ولك لا لسواك سهري وسهادي ولقاؤك قرة عيني ووصلك منى نفسي وإليك شوقي وفي مناجاتك ولهي وإلى هواك صبابتي"(1).
ولقد كان رسول الله يعتزل الناس شهر رمضان ويذهب إلى غار حراء في جبل النور للمناجاة والدعاء , فإن استطعت أن تعتزل الناس أوقات معينة تحاسب فيها نفسك وتفكر فيها بخالقك فافعل فإن معاشرة اهل الدنيا تبعد الإنسان عن الدين وتؤدي به إلى الكثير من الذنوب مثل الغيبة والنميمة والحسد .. .
وقد قيل : "إذا استطعت أن تكون على قمة جبل فافعل" وقيل : إن استطعت أن لا تخرج من بيتك فافعل " وقيل : "فر من الناس فرارك من الأسد"(2) لأن الناس اهل الدنيا وأهل الهوى ومخالطتهم تحتاج إلى إيمان قوي وصبر شديد.
ولكن ورد في الروايات الحث الشديد في معاشرة الإخوان وزيارة الأصحاب وضيافتهم وعيادة مرضاهم ومشاركتهم افراحهم وأحزانهم لأن بمعاشرتهم يزيد الإنسان حباً للإيمان ويستفيد منهم علماً وزهداً ونوراً.
__________________
البحار : ج91 , ص148. البحار : ج67 , ص110 , ح9.