المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


الحُور العين


  

2357       06:56 مساءاً       التاريخ: 21-10-2014              المصدر: محمد هادي معرفة

أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-12-2015 5852
التاريخ: 2-1-2016 25892
التاريخ: 26-12-2021 1734
التاريخ: 9-12-2015 4336
التاريخ: 20-10-2014 2509
عِيْن جمع عيناء وهي المرأة ذات الأَعيُن الوسيعة والمتناسبة مع تقاسيم وجهها الوسيم ، كما يقال للبقر الوحش : عِيْن ، لحُسن عينها في سعةٍ متناسبة .
حُور : جمع حوراء . زعموا أنّها المرأة ذات الأَعين السود في حدقتها ، وهو وصف جمال عند العرب بالذات ممّا قد يُخالف الجمال في بنات الروم في عيونهنّ الزُرق ! ويُعدّ ذلك عيباً عند العرب ؛ ومِن ثَمّ جاء وصف المجرمين بأنّهم يُحشرون يوم القيامة زُرقاً (1) .
فجاء كلا الوصفَين ـ جمالاً وعيباً ـ على مقاييس العرب محضاً .
غير أنّ الخطأ هنا جاء مِن قِبَل تفسير الحَوَر بالسواد ، في حين أنّه البياض اللاّمع لشدّة ابيضاضه ، فالحَوَر شدّة بياض العين بما يُوجب شدة بريق سواد حَدَقَتِها .
 والحواريّات : النساء البيض ، قال الأزهري : لا تُسمّى المرأة حوراء حتّى تكون مع حَوَر عينَيها بيضاء لون الجسد ، قال الكميت :
ودامـت قُـدورُك للساغبِينَ      في المَحْلِ غَرْغَرةً واحوِرارا
قال ابن منظور : أراد بالغَرْغَرة صوت الغَلَيان ، وبالاحوِرار بياض الإهالة والشحم .
والأعراب تُسمّي نساء الأمصار حواريّات لبياضهنّ وتَباعدِهنّ عن قشف الأعراب بنظافتِهنّ ، قال شاعرهم :
فقلتُ  إنّ الحواريّات مُعطِبَةٌ      إذا تفَتّلنَ مِن تحت الجلابيبِ
وقال أبو جِلّدة :
فقل للحواريّات يَبكِينَ غيرَنا      ولا تَبكِنا إلاّ الكلابُ النوابح
أراد : النساء النقيّات الألوان والجلود لبياضهنّ .
والحُوّارى : الدقيق الأبيض  جصّ أبيض تُبيَّض به الجدران ، كلّ ما حُوِّر به أي بُيِّض ؛ ومِن ثَمّ يقال للقصّار ( غسّال الثياب ) حواريّ ، لتحويره الثياب أي تبييضها وإزالة أوساخها ، يقال : حوّر الثوب : غَسَله وبَالغ في غَسله حتّى بَرَق ، ومنه سُمّي الحواريّون أي الخُلّص من أصحاب المسيح ( عليه السلام ) .
والأحوري : الأبيض الناعم .
إذن ، فالحوراء هي المرأة البيضاء ذات الأَعين اللامعة في شدّة بياضها ، فإن كانت حَدَقَة عينها سوداء فهي أيضاً تلمع لحُسن جوارها ، وهكذا إذا كانت زرقاء .
فالجمال في هذا الوصف إنّما هو في جانب بياض مُقلَة العين أي شَحمَتُها اللامعة مع بياض لون البدن ، الأمر الذي يكون وصف جمال عند الجميع ، كما في العيناء .
أمّا زُرقة العين ـ على ما جاءت في الآية وَصْفاً لحالة المُجرمِين يوم الحشر ـ فالمُراد بها العَمى وذهاب نور العين من شدّة الظمأ ؛ إذ الظمأ الشديد يُذهب بنور العين ويَحول العطش بينه وبين السماء كالدخان ، فيرى الأشياء زَرقاء ؛ لأجل الدخان الحائل ، لا لزُرقة في حَدَقة عينه .
وقال الفرّاء : يُقال : نَحشرهم عطاشاً ، ويقال : نَحشرهم عُمياً (2) ، قال الأزهري : عطاشاً يظهر أثره في أَعينهم كالزُرقة ، قال : وهو مِثل قوله : {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم : 86] أي عطاشاً ، كالإبل تَرِد الشريعة عطاشاً ، مَشياً على أرجلهم ، وعن ابن عبّاس :
سُمّي العِطَاش وِرداً ؛ لأنّهم يَردون الشريعة لطلب الماء (3) .
ملحوظة
قد يَحسب البعض ـ باعتبار كون الحُور جمعاً للأحور والحوراء معاً ، وكذا العِين جمعاً للأعين والعيناء ـ أن يكون هناك في الجنّة حورٌ عِينٌ ، ذكورٌ وإناثٌ !
غير أنّ القرآن وَصَفَهنّ بوصف الإناث مَحضاً ، في مثل قوله تعالى : {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا} [النبأ : 33] والكَواعب : الناهِدات الثدي ، وقوله : {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن : 56] ، والجمع بالألف والتاء يَخصّ الإناث دون الذكور . وكذا ضمير الجمع المؤنّث ، والطَمْث : افتضاض بِكارة المرأة ؛ لأنّه يُوجب الطَمْث وهو الدم الخارج مِن فَرجها ، وقوله : {فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا} [الواقعة : 36 ، 37] ، والمرأة العروبة هي العفيفة تُحبّ زوجها لا تهوى سِواه ، إلى غيرها مِن آياتٍ جاء فيها وصفُ الحُور بخِيار أوصاف النساء المُترفِّعات دون المُبتذلات .
ولعلّك تتساءل : فما حظّ النساء المؤمنات من هذا النعيم في الآخرة ؟
وإجابة على هذا السؤال جاء في أحاديث مأثورة : أنّ اللّه سوف يَجعلهنّ حوريّات ، ويَكُنّ ألذّ على أزواجهنّ مِن حوريّات الجِنان  فعن ابن عبّاس ـ في تفسير قوله تعالى : {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} [الواقعة : 35 ، 36] ـ : أنّ الآية بشأن الإنسيّات يُبدِّلُهُنّ اللّه حُوراً عِيناً في الجِنان (4) .
قال تعالى : {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} [الرعد : 23] ، {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ } [الزخرف : 70] ، وهناك كلام عن نعيم الآخرة ( ما سنخُها ؟ ) لعلّنا نفصّل القول فيه إن شاء اللّه .
_________________________
1- وذلك في قوله تعالى : ( يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً ) ، طه 20 : 102 .
2- معاني القرآن ، ج2 ، ص191 .
3- مجمع البيان ، ج7 ، ص29 وج6 ، ص531 .
4- مجمع البيان ، ج9 ، ص219 .


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)