المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


لماذا نخاف الموت؟


  

2082       12:51 صباحاً       التاريخ: 7-12-2015              المصدر: الشيخ ناصر مكارم الشيرازي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-26 670
التاريخ: 9-10-2014 76195
التاريخ: 9-10-2014 1752
التاريخ: 22-04-2015 2075
التاريخ: 11-4-2016 2676
أنّ الخوف من الموت لا معنى‏ له بالنسبة لمن يؤمن بالمعاد، ويستثنى‏ من ذلك من كانت صحيفة أعماله سوداء ومظلمة، الذين يخافون العقوبات الإلهيّة التي سوف يُبْتَلَوْنَ بها في الدار الآخرة، وبتعبير آخر : إنّ من يخاف الموت هم ثلاث فرق :
الفرقة الاولى : وهم من يعتبرون الموت أمراً يساوي الفناء والعدم، فالعدم مرعب، والفقر والمرض والضعف والعجز هي من عوامل الرعب،؟ لأنّها بمعنى‏ عدم الثروة وعدم السلامة وعدم التمكّن وعدم القدرة، فالإنسان هو من سنخ الوجود، والوجود يأنس بالوجود كما يأنس الحديد بالمغناطيس، لكنّه لا يسانخ العدم ولا يأنس به، فما عليه إلّاأن يهرب منه.
لكننا إذا اعتبرنا الموت سُلَّماً للصعود إلى‏ «وجودٍ أرقى‏» وكنّا نعتبر العالم الذي يلي الموت لا يقاس بهذا العالم من جهة السّعة والنعيم، وكنّا نعدّ الدنيا سجناً والموت بمثابة التحرر من هذا السجن، وإذا شبّهنا الحياة بالقفص بالنسبة إلى‏ طائر والموت بانفتاح هذا القفص وتحليق الطائر، فسوف لن يصبح الموت أمراً مرعباً، بل سوف يكون في بعض الموارد محبوباً ومستساغاً، قال أحد الحكماء :
مُتْ أيها الحكيمُ واقلع عن مثل هذه‏                الحياة فإنّك إن مُتَّ فسوف تخلد
فيسافر طائر روحك إلى‏ العُلا              عندما تحررها من أسرِ الطمع‏
وقال شاعر آخر :
انني طائر جنّة الملكوت، ولستُ من عالم التراب‏    لقد صنعوا من جسمي قفصاً قصير الامد
إنّ أسعد الأيّام هو ذلك اليوم الذي أطير به نحو الحبيب‏        ترفّ جناحايَ بأمل الوصول إلى‏ دياره‏
وأخيراً يستقبل شاعر آخر الموت بصدرٍ رحب، فيدعوه إليه قائلًا :
إن كان الموت إنساناً لقلت له أقبل إليّ‏             لأضّمه إلى‏ صدري بشوق شديد
كما أحصل منه على روحٍ خالدة          ويحصل منّي على جنَّةٍ خلقة
ومن الواضح هو أنّ تصوراً كهذا عن مسألة الموت يطرد الخوف والهلع عن الإنسان، كما أننا لا نقول إنّه ينتحر، لأنّ هذه الحياة هي وسيلة لجمع رأسمال أكثر ولكسب الزاد وتهيئة الراحلة للإعداد للسفر نحو ذلك العالم، بل نقول : إنّه يبسط جناحيه عندما ينفصل منها، ويذهب إلى‏ استقبال شيء يمدّه بحياة جديدة بكل شهامة وشجاعة.
الفرقة الثانية : وهم الذين يؤمنون بالحياة بعد الموت لا يعتبرون الموت فناءً وعدماً أبداً، لكنهم بسبب اسوداد صحائفهم يهربون من الموت، لخوفهم من العقوبات التي ستحل بهم بعده، والتي اعدّت لهم في المحشر، فهم يهربون منها كما يهرب المجرمون الذين يتمنون دائماً تأجيل يوم المحاكمة، والبقاء في السجن من دون محاكمة!
ومن حق هؤلاء أيضاً أن يخافوا من الموت، فالخلاص من السجن بنفسه أمرٌ حسن، ولكنّه ليس كذلك بالنسبة لمن يخرجُ من السجن إلى‏ خشبة الاعدام.
الفرقة الثالثة : وما يجدر بالالتفات أيضاً هو أنّ حبّ الدنيا والتعلّق بها والحبّ الشديد للمال والمنصب والمظاهر الاخرى‏، تجعل الإنسان يخاف الموت .. الموت الذي يُخرج جميع هذه الامور من قبضته.
أمّا بالنسبة لِمنْ لا يعتبرون الموت فناءً ولم تسودّ صحائف أعمالهم، ولم تربطهم بالدنيا المادية جميع العلائق، فلا داعي لأن يخاف هؤلاء الموت حتّى لو كان بأقّل درجات الخوف.
 


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 3)
حسن الهاشمي
لا يغرنّك طول الأمل فالموت لك بالمرصاد
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية لها علاقة بعيد (ح 2)
علي جبار الماجدي
غارة الوهابيين على مدينة كربلاء المقدسة في عيد الغدير...
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 4) (بيده الخير)
زيد علي كريم الكفلي
التقوى ميزان التفاضل
حسن السعدي
البرق: قوة طبيعية مذهلة
د. فاضل حسن شريف
من دعاء العشر الأوائل من ذي الحجة (ح 3) (أحدا صمدا)
عبد العباس الجياشي
الحارث بن النعمان الفهري ( يستعجل العذاب في الدنيا قبل...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 3)
إسلام سعدون النصراوي
بِدَايَةُ مَرْحَلَةِ التَّغْيِيْرِ الشَّامِلَةِ...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب الحج ضيافة الله للسيد المدرسي (ح 2)
أنور غني الموسوي
الفرق بين التبيين والتفصيل والتصريف في القرآن الكريم...
د. فاضل حسن شريف
آيات قرآنية من كتاب مسلم بن عقيل للشيخ البغدادي (ح 5)