باشرت (اللجنة الفنية لإعادة إعمار الروضة العسكرية الشريفة) المشكلة
من قبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أعمالها الفنية يوم 15/3/2008م، وقد رأس
اللجنة الاستاذ حقي الحكيم، فيما كلف الدكتور زهير الأنصاري رئيس الدائرة الهندسية
في ديوان الوقف الشيعي، بأعمال المدير التنفيذي للمشروع، وتم التنسيق مع منظمة اليونسكو
للثقافة والعلوم التابعة لهيئة الأمم المتحدة لتقوم من خلال خبرائها العراقيين المتواجدين
في العتبة العسكرية المقدسة بمهمة الإشراف التأريخي وضمان سير أعمال المشروع وصولاً
للإنجاز النهائي مع عدم المس بالقيمة المعمارية التأريخية التي تمتاز بها هذه العتبة
المشرفة.
ومن الجدير بالذكر، أن المشروع تصميماً وتنفيذاً وإشرافاً، يتم بكوادر عراقية
متخصصة.
مراحل المشروع :
تكون المشروع من مراحل رئيسية متعددة يتفرع كل منها إلى عدة فقرات، وتطلب المشروع
نصب مجموعة وحدات وقتية (كرفانات) لسكن الكوادر الهندسية والفنية المنفذة للمشروع ووضع
الحواسيب المساندة للأعمال التصميمية، وتجهيز آليات العمل ومواده, كما نصبت (كرفانات)
أخرى لسكن الكوادر الأمنية التي تحافظ على أمن العتبة وسير أعمال المشروع دون معوقات.
وفيما يلي المراحل الرئيسية للمشروع:
1- رفع الأنقاض :
تمثل هذه المرحلة، الفقرة الأولى من المشروع، والتي استغرقت 18 يوماً، 4أيام
منها لرفع أنقاض الحرم الذي يضم الأضرحة المقدسة الأربعة، و14 يوماً لرفع أنقاض الأروقة
المحيطة به، وقد شارك في هذه المرحلة - بالإضافة لكوادر المشروع - منتسبو العتبتين
المقدستين الحسينية والعباسية، والذين قاموا أيضاً بنصب الضريح المؤقت الحالي، لحين
إكمال صناعة الضريح الدائمي من الذهب والفضة، والذي قامت اللجنة المسؤولة عن الإعمار
- التي ذكرناها مسبقاً- بتكليف جهة فنية متخصصة بصناعته.
2-
تهذيب البناء القديم :
من أجل المحافظة على تأريخية هذا البناء الأثري القديم الذي يعود لأكثر من ألف
سنة، وبناءً على توجيهات المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف بإبقاء كل قطعة من
البناء ممن نجت من عمليتي التهديم الإرهابيتين التين جرتا على العتبة المقدسة، على
وضعها الطبيعي قدر الإمكان، وتكملة البناء وإعادة الإعمار دون إزالتها - مع مراعاة
أن بالإمكان ذلك -، كما أن منظمة اليونسكو كان من شروطها لإبقاء العتبة العسكرية المقدسة
ضمن قائمة الآثار العالمية هو المحافظة قدر الإمكان على ما تبقى من البناء القديم،
من أجل ذلك كله التزمت (اللجنة الفنية لإعادة إعمار الروضة العسكرية الشريفة) بتلك
الضوابط، وقامت ضمن المشروع بمرحلة تهذيب البناء القديم، ويتضمن ذلك إزالة أجزاء البناء
غير الصالحة لتكملة البناء فوقها، سواء كانت من السقوف أو الجدران المتهرئة، وإبقاء
كل ما يمكن التكملة عليه، وقد بدأت هذه المرحلة تقريباً في بداية الشهر الخامس من عام
2008م.
3- البناء الجديد
المعوض للقديم :
وتطلب في هذه المرحلة إنشاء ورشة حدادة في الركن الجنوبي الشرقي من الصحن الشريف
لتشكل إحدى البنى التحتية للمشروع ولتقوم بصناعة مقاطع القبتين الداخلية والخارجية
من الحديد فوق الحرم المقدس، وهي على شكل أقواس يشكل كل اثنين متقابلين منهما قوساً
كاملاً، وسيفصل بين كل اثنين متجاورين منهما جدار من الطابوق سمكه في القبة الداخلية
24سم، وفي القبة الخارجية36سم، كما يبلغ سمك الألواح الحديدية المستخدمة في صناعة هذه
المقاطع 10ملم وبكمية تصل إلى 45طناً لجميع الأجزاء، حيث ستساعد هذه الأقواس في إعطاء
متانة أكبر من السابق للقبة، بحيث تكون أكثر منعةً ضد الصدمات الخارجية والداخلية،
وقد صُممت المقاطع إنشائياً من قبل كفاءة عراقية متميزة، متمثلة بالخبير العالمي الدكتور
محمد علي الشهرستاني.
يتم صناعة أجزاء تلك المقاطع في تلك الورشة ثم يتم لحامها داخل الصحن الشريف
لتكون نصف قوس (gerdel)، يتم بعدها رفعها
باستخدام الرافعة العملاقة المنصوبة في الجزء الشرقي من الصحن الشريف، لتوضع في موضعها
من القبة تباعاً مشكلةً هيكلاً للقبة الداخلية مكوناً من 12 مقطعاً نصف قوسي، تم نصبها
بالكامل بحلول منتصف الشهر الحادي عشر من عام 2008م، وتم صناعة مقاطع القبة الخارجية
بأبعادٍ أكبر وبعدد يبلغ 24 قوس، وقد نصب منها لغاية يوم 6/12/2008م أربعة والعمل متواصلٌ
لإكمال المتبقي.
ومن المؤمل البدء بملأ الفراغات بين مقاطع القبة الداخلية بالطابوق بعد عيد
الأضحى المبارك لعام1249هـ، والانتهاء من صناعة ونصب المقاطع الحديدة للقبة الخارجية
وملأ الطابوق بين كل مقاطع القبتين في نهاية شباط2009م. كما تضمنت هذه المرحلة مراحل
تكملة ما نقص من البناء القديم بآخر جديد، باستخدام أنواع البناء التراثي القديم، كعملية
بناء الجدران والعقود والأقواس والقباب المفلطحة المشكلة لبعض سقوف الأروقة بطريقة
رصف الطابوق الواحدة جنب الأخرى في تشابك هندسي يراعي الطرق القديمة في البناء، ويحافظ
على روحيته الآثارية التي يتفرد بامتلاكها بين عتبات العالم المقدسة.
وتضمنت هذه المرحلة بناء رباط كونكريتي بارتفاع 30سم وبارتفاع 4.5م عن أرض الصحن
الشريف وهو يحيط بجدران أروقة حرم العسكريين عليهما السلام، وقد أنجز بداية الشهر السادس
من عام 2008م، وتم اللجوء إلى إيجاده لغرض جعله قاعدة أمينة لقباب الأروقة وللأقواس
والقباء المكونة للأواوين الداخلية في تلك الأروقة، حيث تشكل الأخيرة مجموعة من الأقواس
المتقاطعة المشكلة لنصف قبة في سقف كل إيوان، والتي تملأ فراغاتها بالطابوق، ثم تغلف
كباقي السقوف والنصف العلوي من الجدران الداخلية بالمرايا المقطعة فنياً وفق أشكال
فسيفسائية لتشكل لوحة تزيد البناء بهاءً وجمالاً.
وفي شهر تشرين الثاني من عام 2008م تم بناء الكثير من تلك القباب والأقواس والانتهاء
من بناء جدار الأروقة الخارجي الشرقي، وتهديم الطارمة الغربية المخالفة للنسج المعماري
للعتبة المقدسة، وفي بداية شهر كانون الأول 2008م تم الشروع بتهديم جزء الحرم الحديث
الذي تمت إضافته أواخر القرن العشرين الميلادي من الجهة الشمالية للحرم المقدس، وهو
بناء يختلف عن نسيج العتب العسكرية المقدسة سواء في التصميم أو في المواد المستخدمة
في الانهاءات الخارجية، مما يستدعي إزالته ضمن الخطة الكاملة لإنجاز المشروع وفق ما
بينا من حيث احتفاظه بتأريخيته الموروثة.
4-
أعمال التوسعة في العتبة :
من أجل استيعاب سيل الزائرين الذين من المتوقع أن يتضاعفوا عدة مرات بمجرد الانتهاء
من المشروع وتأمين الخدمات الضرورية في مدينة سامراء المقدسة، برزت فكرة لدى (اللجنة
الفنية لإعادة إعمار الروضة العسكرية الشريفة) تتضمن توسيع الحرم والأروقة بمقدار الضعف،
وذلك بأضافة بناء مساحته (4000)م2 من الجهة الشمالية للصحن الشريف، وهذه الإضافة ستتم
المباشرة بها حال الانتهاء من تهديم الجزء الغريب المضاف - الذي سبق ذكره – الواقع
في نفس هذه الجهة.
وتعتبر هذه التوسعة المرحلة الأولى من أعمال التوسعة في العتبة وستليها مراحل
أخرى.