بين 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد و 33 ألف ليرة ...أربع سنوات فقط هي المدة الزمنية الفاصلة على بدء الأيام القاسية على اللبنانيين . 
أربع سنوات هي عمر الأزمة اللبنانية الحديثة .. أزمة صنفت بأنها من  بين أشدّ عشر أزمات عالميا وربما من بين الثلاث الأسوأ منذ منتصف القرن التاسع عشر . 
حسابيا 90% هي نسبة ما خسرته الليرة اللبنانية مقابل الدولار منذ 2019 ورغم ضخامتها لكنها لا تضاهي خسائر اللبناني إنسانياً ومعيشياً ... 
4 سنوات عجاف واللبنانيون يرابطون على الطرقات ..رافضين رؤية وطنهم ينهار أمام اعينهم ...عاجزين عن انقاذه من الدخول في نفق مظلم نفق تتكدس فيه الأزمات وتتداعى كحجر الدومينو لا قرار حكيم يوقف انهيارها ...في وقت يحتشد اللبنانيون فقراء كانوا أو من ذوي الدخل المحدود ..عمال وصغار كسبة ومن المتقاعدين..أمام أبواب المصارف... يفترشون الطرقات غير آبهين ببرد الشتاء ...فحرارة جيوبهم تحت الصفر منذ سنوات .
ووسط تلك الازمات....يتحضر لبنان إلى مستقبله ... مخاض عسير تتخلله جملة من الاستحقاقات تبدأ بالانتخابات النيابية والبلدية والرئاسية ولا تنتهي بخطة التعافي المالي والاتفاق مع صندوق النقد الدولي . 
 يمر الوقت وسبلُ العيش تضيق باللبنانيين...لا ماء لا كهرباء ولا دواء .... فالأخضر بخر أموالهم ... والفقر سرق أرغفتهم واغتال طمأنينتهم  ... والعوز سلبهم فرح مدينتهم ...
ينتظر اللبنانيون ثمار تلك الاستحقاقات على أحر من الجمر ... أملا بأن تبعث عاصمتهم المنكوبة مجدداً من تحت الركام .