قدّم السيّد حجّتي دراسة في أسباب النزول في مصنّف مستقلّ ، «1» وقد اعتمد في هذه الدراسة على متن «الإتقان» للسيوطيّ مترجما إلى الفارسيّة ، على أنّه عدّه متمايزا عنه حيث وعد عد بمناقشته في مختلف القضايا ، وبرفع مختلف الإشكالات الواردة عليه ، بعد ما وجد كثيرا من الهفوات وعدم الوضوح فيه ، فضلا عن حاجة آراء السيوطيّ إلى نقد وتحليل ، «2» كما شرط المصنّف على نفسه أن يستفيد في دراسته من المنابع والمصادر الشيعيّة التي تذخر بمطالب علوم القرآن ، ليعكس كتابه نظريّات الشيعة علاوة على ذكر آراء أهل السنّة ، بحيث يشبع حاجات الفريقين ، ويجيب على أسئلتهما. «3»
ولكنّ الناظر في هذا الكتاب ، يجد أنّ التعليق على النظريّات جاء نادرا وغير مؤثّر ، فكان بحثه من هذه الجهة مناسبا للمدرسة السنيّة إلى حدّ كبير ، فيما استغرقه جهد مناقشة بعض أسباب النزول الخلافيّة الشائكة ، فاحتلّ قسما كبيرا من دراسته ، والحقّ أنّه أفاد كثيرا وأجاد في هذا المجال ، ولكنّ ذلك أخرج كتابه عن الغاية والهدف الذي كتب لأجله.
ولذا فمن ناحية دراية علم أسباب النزول لم يقدّم هذا الكتاب شيئا جديدا ، بعد أن صبّ المصنّف جهده في نقاش ما نقل من أسباب نزول خلافيّة ، شائكة وحسّاسة.
و قد ذكر بعضهم مجموعة أخرى من الإيجابيّات والسلبيّات عند عمليّة تقييم عمله ، فذكروا في الإيجابيّات : تنوّع مطالبه ، والرجوع إلى المنابع الأصليّة ، فيما أخذوا عليه ذكر الأقوال بلا تحليل بخلاف ما وعد به ، وفقدان البحث المتكامل ، وتطويل المطالب. «4».
________________________
(1). وقد طبع تحت عنوان ، «أسباب النزول» ، وتولى أمر نشره ، دفتر نشر فرهنگ إسلامي- إيران ، ونلفت النظر إلى أنّ دراسته مصنّفة باللغة الفارسيّة.
(2). لاحظ : النصّ الفارسيّ : السيّد حجّتي ، أسباب النزول ، ص 11- 12.
(3). لاحظ : النصّ الفارسيّ : المصدر السابق ، ص 11- 13.
(4). بهرامي وسجّادي ، مجلّة پژوهشهاي قرآني (2) ، ص 150 ، 151.