المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Nonelectrical energy
2-4-2021
حجر بن عدي الكندي ( ت / 51 هـ) .
24-12-2015
مرض التبقع البني البكتيري في الفاصوليا Bacterial brown spot
2023-10-05
الجد للأب أولى بالصلاة من الأخ.
21-1-2016
سايتوبلاست Cytoplast
4-1-2018
دور المدد الضريبية في تحقيق اليقين الضريبي
2024-04-05


تصرفات خالد بن الوليد آثار ما قبل الاسلام  
  
3393   10:27 صباحاً   التاريخ: 14-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص420-421
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

عندما فتحت مكة بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) السرايا فيما حول مكة تدعوا الى الله عزّ وجلّ ولم يأمرهم بقتال وكان ممن بعث خالد بن الوليد وأمره ان يسير بأسفل تهامة داعياً ولم يبعثه مقاتلاً ومعه قبائل من العرب : سُليم بن منصور ومُذلج بن مُرّة فوطئوا بني جذيمة بن عامر فلما رآه القوم اخذوا السلاح فقال خالد : ضعوا السلاح فان الناس قد اسلموا , فلما وضعوا السلاح أمر بهم خالد عند ذلك فكُتِفوا ثم عرضهم على السيف فقتل من قتل منهم فلما انتهى الخبر الى رسول الله (صلى الله عليه واله) رفع يديه الى السماء ثم قال: اللهم اني ابرء اليك مما صنع خالد بن الوليد(1) فدعا رسول الله (صلى الله عليه واله) علي بن ابي طالب (رضوان الله عليه) فقال: يا علي اخرج الى هؤلاء القوم فانظر في امرهم واجعل امر الجاهلية تحت قدميك فخرج علي (عليه السلام) حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به رسول الله (صلى الله عليه واله) فَودَى لهم الدماء وما أصيب لهم من الاموال حتى انه لَيدي لهم ميلَغة الكلب(2) حتى اذا لم يبق شيء من دم ولا مال الا وَدَاه بقيت معه بقية من المال فقال لهم علي (رضوان الله عليه) حين فَرَغ منهم: هل بقي لكم بقية من دم او مال لم يُودَ لكم؟ قالوا: لا .
قال: فاني اعطيكم هذه البقية من هذا المال احتياطاً لرسول الله (صلى الله عليه واله) مما لا يعلم ولا تعلمون ففعل ثم رجع الى رسول الله (صلى الله عليه واله) فأخبره الخبر ؛ فقال (صلى الله عليه واله): أصبت وأحسنت , ثم قام رسول الله (صلى الله عليه واله) فاستقبل القبلة قائماً شاهراً يديه حتى انه ليرى ما تحت منكبيه يقول: اللهم اني أبرأ اليك مما صنع خالد بن الوليد ثلاث مرات(3) .
وبعد مقتل هؤلاء الابرياء من بني جذيمة اُثيرت مشادة لفظية بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف فقال له عبد الرحمن بن عوف : عملت بأمر الجاهلية في الاسلام فقال : انما ثأرت بأبيك فقال عبدالرحمن : كذبت قد قتلتُ قاتل ابي ولكن ثأرتَ بعمك الفاكِه بن المُغيِرة حتى كان بينهما شر فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال (صلى الله عليه واله): مهلاً يا خالد دع عنك اصحابي فوالله لو كان لك اُحدٌ ذهباً ثم انفقته في سبيل الله ما ادركت غدوةَ رجل من اصحابي ولا روحته(4) وكانت تلك الادانة من قبل رسول الله (صلى الله عليه واله) تدلّ على ان آثار الجاهلية لا زالت باقية في نفوس هؤلاء فكيف ينسى التأريخ سيف ذي الفقار ؛ لأنه سيف علي (عليه السلام) ويطبّل ويزمّر لسيف الله المسلول _ سيف خالد بن الوليد _ وهو يقوم بتلك التصرفات التي يتبرأ منها رسول الله (صلى الله عليه واله)؟ وهل يُصح ان يُدخَل خالد بن الوليد ضمن صحابة رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو (صلى الله عليه واله) نفسه يُخرجه بالقول: مهلاً يا خالد دع عنك اصحابي فوالله لو كان لك اُحدٌ ذهباً ثم انفقته في سبيل الله ما ادركت غدوة رجل من اصحابي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سيرة ابن هشام , ج 4 , ص 72.
(2) ميلغة الكلب : شيء يحفر من خشب، ويجعل ليلغ فيه الكلب. وكان يستعمل عند اهل البادية واصحاب الغنم.
(3) سيرة ابن هشام , ج 4 , ص 72 – 73.
(4) م. ن ، ج 4 ، ص 74.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.