أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2022
1706
التاريخ: 28-6-2017
3017
التاريخ: 17-2-2019
7869
التاريخ: 2024-11-01
387
|
روى الشيخ الكليني: انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )أقام بالمدينة عشر سنين لم يحجّ ثم أنزل اللّه عز و جل عليه: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27] فأمر المؤذّنين أن يؤذّنوا بأعلى أصواتهم بأنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله ) يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر المدينة و أهل العوالي و الاعراب و اجتمعوا لحجّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و إنمّا كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون، و يتّبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه، فخرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )في أربع بقين من ذي القعدة فلمّا انتهى الى ذي الحليفة زالت الشمس ثم أمر الناس بنتف الابط و حلق العانة و الغسل و التجرد في ازار و رداء فاغتسل (صلّى اللّه عليه و آله )ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلّى فيه الظهر و عزم بالحج مفردا ، و خرج حتى انتهى الى البيداء عند الميل الاوّل، فصف له سماطان فلبّى بالحج مفردا و قال: «لبيك اللّهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، انّ الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك» و كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )يكثر من ذي المعارج و كان يلبّى كلّما لقى راكبا أو علا أكمة أو هبط واديا و من آخر الليل و في ادبار الصلاة و ساق الهدي ستّا و ستين أو أربعا و ستين و قيل مائة، حتى انتهى الى مكة في سلخ أربع من ذي الحجّة فلمّا انتهى الى باب المسجد استقبل الكعبة- و ذكر ابن سنان انّه باب بني شيبة- فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على أبيه ابراهيم ثم أتى الحجر فاستلمه فلمّا طاف بالبيت صلى ركعتين خلف مقام ابراهيم (عليه السّلام) و دخل زمزم فشرب منها ثم قال: «اللهم انّي أسألك علما نافعا و رزقا واسعا و شفاء من كل داء و سقم» فجعل يقول ذلك و هو مستقبل الكعبة ثم عاد الى الحجر فاستلمه، ثم خرج الى الصفا و قال: انّ الصفا و المروة من شعائر اللّه فابدأ بما بدأ اللّه تعالى به و انّ المسلمين كان يظنون انّ السعي بين الصفا والمروة شيء صنعه المشركون فأنزل اللّه عز و جل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158] ثم أتى الصفا فصعد عليه و استقبل الركن اليماني فحمد اللّه و أثنى عليه و دعا مقدار ما يقرأ سورة البقرة مترسلا ثم انحدر الى المروة فوقف عليها كما وقف على الصفا ثم انحدر و عاد الى الصفا فوقف عليها ثم انحدر الى المروة حتى فرغ من سعيه فلمّا فرغ من سعيه و هو على المروة أقبل على الناس بوجهه، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: انّ هذا جبرئيل- وأومأ بيده الى خلفه- يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل و لو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم و لكنّي سقت الهدي و لا ينبغي لسائق الهدي أن يحلّ حتى يبلغ الهدي محلّه فقال له رجل من القوم: لنخرجنّ حجاجا و رؤوسنا و شعورنا تقطر ، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )أما انّك لن تؤمن بهذا أبدا فقال له سراقة بن مالك بن جعشم الكناني: يا رسول اللّه علّمنا ديننا كانّا خلقنا اليوم فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل؟
وقدم عليّ (عليه السّلام) من اليمن على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )و هو بمكة فدخل على فاطمة (عليها السّلام)، و هي قد أحلّت فوجد ريحا طيبة و وجد عليها ثيابا مصبوغة فقال: ما هذا يا فاطمة؟ فقالت: أمرنا بهذا رسول اللّه فخرج علي (عليه السّلام) الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )مستفتيا، فقال: يا رسول اللّه انّي رأيت فاطمة قد أحلّت و عليها ثياب مصبوغة!! فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): أنا أمرت الناس بذلك فأنت يا علي بما أهللت؟ قال: يا رسول اللّه إهلالا كأهلال النبي، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )قرّ على إحرامك مثلي و أنت شريكي في هديي.
وقال الصادق (عليه السّلام): و نزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )بمكّة بالبطحاء هو و أصحابه و لم ينزل الدور فلمّا كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا و يهلّوا بالحجّ و هو قول اللّه عز و جل الذي أنزل على نبيّه (صلّى اللّه عليه و آله): فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ فخرج النبي (صلّى اللّه عليه و آله )و أصحابه مهلّين بالحجّ حتّى أتى منى فصلّى الظهر والعصر و المغرب و العشاء الآخرة و الفجر.
ثم غدا و الناس معه و كانت قريش تفيض من المزدلفة و هي جمع و يمنعون الناس أن يفيضوا منها ، فأقبل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )و قريش ترجوا أن تكون افاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل اللّه تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ } [البقرة: 199] يعني ابراهيم و اسماعيل و اسحاق (عليهم السّلام) في افاضتهم منها و من كان بعدهم فلمّا رأت قريش أنّ قبة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )قد مصت كأنّه دخل في أنفسهم شيء للذي كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم حتى انتهى الى نمرة و هي بطن عرنة بحيال الأراك فضربت قبّته و ضرب الناس أخبيتهم عندها فلمّا زالت الشمس خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )و معه قريش و قد اغتسل و قطع التلبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس و أمرهم و نهاهم.
ثم صلّى الظهر و العصر بأذان و إقامتين ثم مضى الى الموقف فوقف به فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون الى جانبها، فنحاها ففعلوا مثل ذلك فقال: ايّها الناس ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف و لكن هذا كله- و أومأ بيده الى الموقف- فتفرق الناس و فعل مثل ذلك و أمر الناس بالدعة قال الصادق (عليه السّلام): انّ المشركين كانوا يفيضون من قبل ان تغيب الشمس فخالفهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )فأفاض بعد غروب الشمس و قال: ايّها الناس انّ الحج ليس بوجيف الخيل و لا ايضاع الابل و لكن اتقوا اللّه و سيروا سيرا جميلا لا توطئوا ضعيفا ولا توطئوا مسلما و تؤدّوا و اقتصدوا في السير، فانّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )كان يكفّ ناقته حتى يصيب رأسها مقدم الرجل و يقول: ايّها الناس عليكم بالدعة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|