المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

كراهة المعصفر والمزعفر والثوب الأحمر في الصلاة.
11-1-2016
عمليات الخدمة الزراعية للكوسة
30-4-2021
الجريمة الإلكترونية في إطار الجريمة المنظمة العابرة للحدود
30-6-2019
Zu Chongzhi
20-10-2015
معنى كلمة بضع
1-8-2022
تفسير آية (50-53) من سورة الأعراف
8-5-2019


حجة الوداع  
  
3569   02:54 مساءً   التاريخ:
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ الائمة والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص134-138.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /

روى الشيخ الكليني: انّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )أقام بالمدينة عشر سنين لم يحجّ ثم أنزل اللّه عز و جل عليه: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27] فأمر المؤذّنين أن يؤذّنوا بأعلى أصواتهم بأنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله ) يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر المدينة و أهل العوالي و الاعراب و اجتمعوا لحجّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، و إنمّا كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون، و يتّبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه، فخرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )في أربع بقين من ذي القعدة فلمّا انتهى الى ذي الحليفة زالت الشمس ثم أمر الناس بنتف الابط و حلق العانة و الغسل و التجرد في ازار و رداء فاغتسل (صلّى اللّه عليه و آله )ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلّى فيه الظهر و عزم بالحج مفردا ، و خرج حتى انتهى الى البيداء عند الميل الاوّل، فصف له سماطان فلبّى بالحج مفردا و قال: «لبيك اللّهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، انّ الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك» و كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )يكثر من ذي المعارج و كان يلبّى كلّما لقى راكبا أو علا أكمة أو هبط واديا و من آخر الليل و في ادبار الصلاة و ساق الهدي ستّا و ستين أو أربعا و ستين و قيل مائة، حتى انتهى الى مكة في سلخ أربع من ذي الحجّة فلمّا انتهى الى باب المسجد استقبل الكعبة- و ذكر ابن سنان انّه باب بني شيبة- فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على أبيه ابراهيم ثم أتى الحجر فاستلمه فلمّا طاف بالبيت صلى ركعتين خلف مقام ابراهيم (عليه السّلام) و دخل زمزم فشرب منها ثم قال: «اللهم انّي أسألك علما نافعا و رزقا واسعا و شفاء من كل داء و سقم» فجعل يقول ذلك و هو مستقبل الكعبة ثم عاد الى الحجر فاستلمه، ثم خرج الى الصفا و قال: انّ الصفا و المروة من شعائر اللّه فابدأ بما بدأ اللّه تعالى به و انّ المسلمين كان يظنون انّ السعي بين الصفا والمروة شي‏ء صنعه المشركون فأنزل اللّه عز و جل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158] ثم أتى الصفا فصعد عليه و استقبل الركن اليماني فحمد اللّه و أثنى عليه و دعا مقدار ما يقرأ سورة البقرة مترسلا ثم انحدر الى المروة فوقف عليها كما وقف على الصفا ثم انحدر و عاد الى الصفا فوقف عليها ثم انحدر الى المروة حتى فرغ من سعيه فلمّا فرغ من سعيه و هو على المروة أقبل على الناس بوجهه، فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: انّ هذا جبرئيل- وأومأ بيده الى خلفه- يأمرني أن آمر من لم يسق هديا أن يحل و لو استقبلت من أمري ما استدبرت لصنعت مثل ما أمرتكم و لكنّي سقت الهدي و لا ينبغي لسائق الهدي أن يحلّ حتى يبلغ الهدي محلّه فقال له رجل من القوم: لنخرجنّ حجاجا و رؤوسنا و شعورنا تقطر ، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )أما انّك لن تؤمن بهذا أبدا فقال له سراقة بن مالك بن جعشم الكناني: يا رسول اللّه علّمنا ديننا كانّا خلقنا اليوم فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل؟

 

فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )بل هو للأبد الى يوم القيامة ثم شبّك أصابعه و قال: دخلت العمرة في الحج الى يوم القيامة.

 

وقدم عليّ (عليه السّلام) من اليمن على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )و هو بمكة فدخل على فاطمة (عليها السّلام)، و هي قد أحلّت فوجد ريحا طيبة و وجد عليها ثيابا مصبوغة فقال: ما هذا يا فاطمة؟ فقالت: أمرنا بهذا رسول اللّه فخرج علي (عليه السّلام) الى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )مستفتيا، فقال: يا رسول اللّه انّي رأيت فاطمة قد أحلّت و عليها ثياب مصبوغة!! فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): أنا أمرت الناس بذلك فأنت يا علي بما أهللت؟ قال: يا رسول اللّه إهلالا كأهلال النبي، فقال له رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )قرّ على إحرامك مثلي و أنت شريكي في هديي.

وقال الصادق (عليه السّلام): و نزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )بمكّة بالبطحاء هو و أصحابه و لم ينزل الدور فلمّا كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا و يهلّوا بالحجّ و هو قول اللّه عز و جل الذي أنزل على نبيّه (صلّى اللّه عليه و آله): فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ فخرج النبي (صلّى اللّه عليه و آله )و أصحابه مهلّين بالحجّ حتّى أتى منى فصلّى الظهر والعصر و المغرب و العشاء الآخرة و الفجر.

ثم غدا و الناس معه و كانت قريش تفيض من المزدلفة و هي جمع و يمنعون الناس أن يفيضوا منها ، فأقبل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )و قريش ترجوا أن تكون افاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل اللّه تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ } [البقرة: 199] يعني ابراهيم و اسماعيل و اسحاق (عليهم السّلام) في افاضتهم منها و من كان بعدهم فلمّا رأت قريش أنّ قبة رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )قد مصت كأنّه دخل في أنفسهم شي‏ء للذي كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم حتى انتهى الى نمرة و هي بطن عرنة بحيال الأراك فضربت قبّته و ضرب الناس أخبيتهم عندها فلمّا زالت الشمس خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )و معه قريش و قد اغتسل و قطع التلبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس و أمرهم و نهاهم.

ثم صلّى الظهر و العصر بأذان و إقامتين ثم مضى الى الموقف فوقف به فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون الى جانبها، فنحاها ففعلوا مثل ذلك فقال: ايّها الناس ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف و لكن هذا كله- و أومأ بيده الى الموقف- فتفرق الناس و فعل مثل ذلك و أمر الناس بالدعة قال الصادق (عليه السّلام): انّ المشركين كانوا يفيضون من قبل ان تغيب الشمس فخالفهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )فأفاض بعد غروب الشمس و قال: ايّها الناس انّ الحج ليس بوجيف‏  الخيل و لا ايضاع‏  الابل و لكن اتقوا اللّه و سيروا سيرا جميلا لا توطئوا ضعيفا ولا توطئوا مسلما و تؤدّوا و اقتصدوا في السير، فانّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )كان يكفّ ناقته حتى يصيب رأسها مقدم الرجل و يقول: ايّها الناس عليكم بالدعة .

 

انتهى (صلّى اللّه عليه و آله )الى المزدلفة و هو المشعر الحرام فصلّى المغرب و العشاء الآخرة بأذان واحد و اقامتين ثم أقام حتى صلّى فيها الفجر و عجّل ضعفاء بني هاشم بليل‏ ، و أمرهم أن لا يرموا الجمرة- جمرة العقبة- حتى تطلع الشمس فلمّا أضاء له النهار أفاض حتى انتهى الى منى فرمى جمرة العقبة و كان الهدي الذي جاء به رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )أربعة و ستين أو ستة و ستين و جاء علي (عليه السّلام)، بأربعة و ثلاثين أو ستة و ثلاثين‏ ، فنحر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله ) ستة و ستين و نحر علي (عليه السّلام) أربعة و ثلاثين بدنة.
وأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )أن يؤخذ من كلّ بدنة منها جذوة من لحم ثم تطرح في برمة ، ثم تطبخ، فأكل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله )و علي و حسيا من مرقها ، و لم يعطيا الجزّارين جلودها و لا جلالها و لا قلائدها و تصدّق به، و حلق و زار البيت و رجع الى منى و أقام بها حتى كان اليوم الثالث من آخر أيام التشريق، ثم رمى الجمار و نفر حتى انتهى الى الابطح‏ .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.