أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-3-2022
2313
التاريخ: 11-3-2022
2341
التاريخ: 7-11-2017
2948
التاريخ: 22-11-2015
3131
|
كان خطر المنافقين أكبر من خطر اليهود لأن المنافق يطعن من الخلف وتحت غطاء من الصداقة، ويتستر وراء قناع الصحبة والزمالة.
وقد كان رأس هذا الحزب هو عبد الله بن أبي و مالك بن أبي و.. و..
ولمّا سمع هؤلاء المنافقون بما يلقاه بنو النضير من رسول الله (صلى الله عليه واله) أرسلوا إليهم من يقول لهم : لا تخرجوا من دياركم وأموالكم، وأقيموا في حصونكم، فان معي ألفين من قومي وغيرهم من العرب، يدخلون معكم حصنكم فيموتون من آخرهم قبل أن يوصل إليكم وتمدكم قريظة فانه لن يخذلونكم، ويمدّكم حلفاؤكم من غطفان؟!
ولقد جرّات هذه الوعود بني النضير، فانصرفوا عن فكرة الرضوخ لمطلب النبيّ (صلى الله عليه واله) - وهو الخروج من المدينة - فأغلقوا أبواب حصونهم، وأعدّوا عدة الحرب، وعزموا على أن يقاوموا رسول الله (صلى الله عليه واله) مهما كلّف الثمن، ولا يسمحوا للمسلمين بأن يسيطروا على بساتينهم وممتلكاتهم دون عوض.
فنصحهم أحد كبرائهم وهو سلام بن مشكم وشكك في وعود عبد الله بن أبي، واعتبرها وعودا جوفاء، وقال : ليس رأي ابن أبيّ بشيء، فهو والله جلاؤنا من أرضنا، وذهاب أموالنا، أو سباء ذرارينا مع قتل مقاتلينا.
إلاّ أن حيي بن أخطب أبي إلاّ محاربة رسول الله (صلى الله عليه واله) وحث الناس على المقاومة والصمود، وأرسل الى رسول الله (صلى الله عليه واله) : إنا لا نبرح من دارنا وأموالنا فاصنع ما أنت صانع!!
فعرف رسول الله (صلى الله عليه واله) برسالة عبد الله بن ابي إلى بني النضير، ووعوده لهم، فاستخلف ابن أمّ مكتوم على المدينة، وسار (صلى الله عليه واله) في أصحابه مكبّرا لمحاصرة بني النضير فصلّى صلاة العصر بفضائهم واستقر في الطريق بين بني النضير وبين بني قريظة ليقطع بذلك سبيل الاتصال بين هذين الفريقين، وحاصر بني النضير ست ليال ـ حسب رواية ابن هشام ـ أو خمسة عشر يوما حسب روايات آخرين، ولكن اليهود تحصنوا منه في الحصون، وأظهروا المقاومة، والإصرار على الامتناع، فأمر رسول الله (صلى الله عليه واله)
بقطع النخيل المحيطة بتلك الحصون، وإلقاء النار لييأس اليهود من البقاء في تلك المنطقة ما دامت بساتينهم أعدمت، وافنيت.
فتعالت نداءات اليهود تقول : يا محمّد، قد كنت تنهى عن الفساد، وتعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخل وتحريقها؟!
فردّ الله تعالى عليهم بقوله : {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} [الحشر: 5] .
هذا من جهة ومن جهة اخرى خذلهم عبد الله بن أبيّ، فلم يأتوهم، كما اعتزلتهم قريظة فلم تعنهم بسلاح ولا رجال.
وقد ذكر القرآن الكريم هذا الخذلان إذ قال تعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ * لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ * لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} [الحشر: 11 - 14] .
وقد كشفت الآيات الحاضرة ـ إلى جانب ما ذكر ـ عن نفسية اليهود الجبانة، والتي انهارت أيضا بسبب معنويات المسلمين القوية حتى أنهم رغم اجتماعهم وعددهم الكبير يخافون من مواجهة المسلمين فلا يقاتلونهم إلاّ من وراء أسوار الحصون، وجدران القلاع القوية خائفين مذعورين، ومرعوبين، وهم الى جانب كل ذلك يعانون من اضطراب وقلق وتفرق كلمة في الواقع.
وأخيرا رضخ اليهود لمطلب رسول الله (صلى الله عليه واله) وسألوه أن يجليهم، ويكفّ عن دمائهم على أن يكون لهم ما حملت الابل من أموالهم إلاّ السلاح والدروع، فرضي رسول الله (صلى الله عليه واله) بذلك.
فاحتملوا من أموالهم أكبر قدر ممكن، حتى أن الرجل منهم يقلع باب بيته فيضعه على ظهر بعيره، ثم يخرب بيته بيديه!!
فخرج جماعة منهم إلى خيبر، وسارت جماعة اخرى منهم الى الشام.
وقد خرجت تلك الزمرة الذليلة المسكينة وهم يضربون بالدفوف، ويزمّرون بالمزامير، وقد البسوا نساءهم الثياب الراقية، وحليّ الذهب، مظهرين بذلك تجلّدا ليغطوا على هزيمتهم، ويروا المسلمين أنهم غير منزعجين من مغادرتهم تلك الديار!!
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|