المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4954 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مشكلة تنامي الضوضاء بالمدن
2025-04-07
Common characteristics of therapeutic education
2025-04-07
مشكلة الاحتباس الحراري العالمي
2025-04-07
Therapeutic education
2025-04-07
أنواع الكثبان الرملية
2025-04-07
Negative support Case study
2025-04-07

منع ضرب القرآن بعضه ببعض‏
6-05-2015
صفات الانزيم، تأثيرات درجة الحرارة
2025-03-15
التراكيب النحوية الغامضة
19-8-2017
التعقيم الكيماوي Chemical Sterilization
25-10-2017
تكاثر الجوز
2023-11-16
شروط التغرير
2-8-2017


التكليف‏  
  
1090   07:42 صباحاً   التاريخ: 28-3-2017
المؤلف : شرف الدين مقداد بن عبد اللَّه السيوري الأسدي
الكتاب أو المصدر : اللوامع الالهية
الجزء والصفحة : ص207
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / التكليف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2014 1216
التاريخ: 20-11-2014 918
التاريخ: 6-08-2015 1235
التاريخ: 1-12-2018 1151

وفيه مباحث:

أ- في حقيقته وأقسامه:

وهو: «بعث من يجب طاعته ابتداءً على‏ ما فيه مشقّة من فعلٍ أو ترك».

فبقيد الابتداء خرج النبيّ والإمام وغيرهما مّمن تجب طاعته، وبقيد المشقّة خرج ما لا مشقّة فيه كالنكاح المُسْتلذّ، واشتراط الإعلام لا أرى‏ دخوله في حقيقته بل في شرائطه.

وينقسم إلى‏ اعتقاد وعمل، والأوّل ينقسم إلى‏ علم عقليّ كالمعرفة باللَّه، وشرعيّ كالعبادات، وإلى‏ ظنّ كالقِبلة.

والثاني: إمّا عقليّ كردّ الوديعة وشكر المنعم والإنصاف وترك الظلم من الواجبات، والتفضّل‏ وحسن المعاشرة من المندوبات.

وإمّا شرعيّ‏ كفعل العبادات الخَمس وغيرها مّما لا يستقلّ العقل بدركه.

ب- في شرائطه:

وهي إمّا راجعة إلى‏ الربّ، وهي كونه عالماً بصفات الأفعال وإلّا لجاز عليه الأمر بالقبيح والنهي عن الحسن، وبمقدار الثواب وإلّا لأوصل بعض الحقّ فيكون ظلماً، وكونه قادراً على‏ إيصال المستحقّ لما قلناه، وكونه لا يخلّ بالواجب وإلّا لجاز الإخلال ببعض المستحقّ أو بكلّه.

وإمّا راجعة إلى‏ العبد، وهي كونه قادراً على‏ ما كُلّفَ به، وكونه عالماً به أو إمكان علمه، تمكّنه من الشرائط والآلات لعدم إمكان الفعل بدون هذه فيكون التكليف حينئذٍ بالمحال.

وإمّا راجعة إلى‏ التكليف نفسه، وهي انتفاء المفسدة أي لا يكون مفسدة للمكلّف في فعل آخر أو لغيره من المكلّفين، وتقدّمه على‏ زمان الفعل قَدَراً يتمكّن فيه من الاستدلال، وكون متعلّقه ممكناً لما تقدّم، واشتماله على‏ صفةٍ تزيد على‏ حسنه.

ج- في حسنه ووجوبه ووجوههما:

فنقول: أمّا الأوّل،  فلأنّه فعله تعالى‏ وقد تقدّم انتفاء القبح عنه، ووجه حسنه التعريض للثواب، لأنّه لما خلق العبد وهيأه لاستحقاق الثواب‏ والعقاب، ولم يكن إيصالهما إليه إلّا مع الطاعة أو المعصية، لاشتمال الثواب على التعظيم والعقاب على الإهانة، ولا يمكن إيصالهما إلّا مع الاستحقاق، لأنّ تعظيم من لا يستحق التعظيم‏ وإهانته قبيحان عقلًا وشرعاً، فلم يكونا لايقينِ بالحكمة.

وأمّا الثاني:  فلأنّه لولاه لكان مُغرياً بالقبيح، واللازم كالملزوم في البطلان، والملازمة ظاهرة،  فإنّه لمّا خلق الانسان وكمل عقله، وخلق فيه شهوةً للقبيح ونفرةً عن الحسن، مع عدم استقلال عقله بمعرفة كثير من الحسن والقبيح فلو لم يقرّر عنده وجوب الواجب ليتمثله ، وحرمة الحرام ليتجنّبه، لكان بفعل ذلك مغرياً.

وأمّا بطلان اللازم: فلأنّ الإغراء بالقبيح قبيح ضرورةً، فإنّ العقلاء كما يذمّون فاعل القبيح فكذا المُغري به، والعلم بُحسن الحسن وقبح القبيح واستحقاق المدح والذمّ عليهما غير كافٍ، فإنّ كثيراً من العقلاء يعلمون ذلك، ويقضون أوطارهم باللذّات القبيحة مستسهلين للذمّ، غير مختلفين‏ للمدح، وقد بان في أثناء ذلك وجه وجوبه.

د- في أحكامه:

1- أنّه عامّ في حق المؤمن والكافر، لأنّ علّة حسنه هي التعريض لذلك وكون الكافر لا ينتفع به لا يقتضي قبحه، لأنّ ذلك بسوء اختياره لوجود التمكين في حقّه، كما في حقّ المؤمن.

2- اتفق الجبائيان على‏ أنّ المؤمن إذا عُلم كفره لا تجب إماتته، لأنّ تكليفه في المستقبل تعريضٌ للثواب فحسن، كالمبتدأ به المعلوم منه الكفر(1).

وقال الخوارزمي(2)‏: بل تجب إماتته، فإنّ بقاءه مفسدةٌ لا تحسن من اللَّه، وفرق بينه وبين التكليف المبتدأ بأنّ المبتدأ لم يحصل منه الغرض، وهو التعريض للثواب، وهذا قد حصل منه الغرض، فلو أبقاه لنقض غرضه‏(3).

قيل: وفيه قوّة.

واختلفا في وجوب إبقاء الكافر المعلوم إيمانه، فأوجبه أبو علي(4)‏ لما فيه من اللطفيّة، ومنعه أبو هاشم(5)‏ لأنّه تمكين وليس بلطف فلا يكون واجباً، وهذا أقوى.

ويتفرّع على‏ هذا البحث سؤال بعض الأشاعرة إلزاماً: بفرض إخوةٍ ثلاثة وردوا يوم القيامة- صبيّ ومؤمن وكافر- فيقول الصبيّ: لِمَ لا كلّفتني لأصل إلى‏ ثواب أخي المؤمن؟ فيقول اللَّه تعالى‏: اني علمت أ نّك لو بلغت لكفرت فلهذا أَمَتُّك، فيقول الكافر: يا ربّ لِمَ لا امَتّني قبل البلوغ كالطفل؟ فتنقطع الحجة باعتبار المصلحة.

فيقال في الجواب: إماتة من يُعلم منه الكفر ليست واجبة، فجاز تخصيص بعض الناس بها دون بعض، أو يقال: الإبقاء مطلقاً تفضّل ليس بواجب، أو أنّ تكليف الصبيّ لو حصل ترتّب عليه مفسدة بعض المكلّفين، وهو وجه قبيح، وتكليف الكافر ليس كذلك‏(6).

3- أنّ التكليف منقطع لوجوه:

الأوّل: الإجماع عليه.

الثاني: أ نّه لولاه لما أمكن إيصال الثواب، والتالي كما تقدّم في البطلان، وبيان الشرطيّة: إنّ التكليف مشقّة، والثواب مشروط بخلوصه عن المشاقّ فالجمع بينهما محال.

الثالث: لولا انقطاعه لزم الإلجاء، وهو باطل، بيان الملازمة: إنّ إيصال الثواب واجب، فإذا علم المكلّف حصول جزاء الطاعة إذا فعلها في تلك الحال، وكذا جزاء المعصية إذا تركها يكون مُجبراً على‏ ذلك، وهو باطل لاشتراط الاستحقاق بصدور الفعل اختياراً، وإلّا فلا فرق بين صدوره وعدمه.

فإن قلت: هذا يُنتقض بالحدود، و بأنّه عليه السلام كان يخيّر الأعراب بين الإسلام والقتل، وهو إلجاء.

قلت: جواب الأوّل بالمنع من كونها مُلجئة، لتجويز العاصي‏، وعدم الشعور، بخلاف يوم القيامة فإنّ التجويز غير حاصل لما ثبت من علمه بالجزئيّات.

وجواب الثاني: أنّ هذه الصورة حسنة في ابتداء التكليف لا مطلقاً، وحسنها لاشتمالها على‏ مصلحة، وهو الاطلاع على‏ أدلّة الحقّ فيدعو إلى الدخول في الايمان اختياراً فيستحقّ الثواب، بخلاف ما لو بقي على‏ كفره،  فإنّه لا يطّلع حينئذٍ عليها، وإسلامه الأوّل لا يستحقّ به ثواباً.

______________

(1) الذخيرة: 140- 141.

(2) هو أبو محمّد محمود بن محمد بن أحمد الخوارزمي أحد أصحاب قاضي القضاة عبد الجبار الهمداني أخذ عنه وظاهر فضله في العلم. راجع كتاب طبقات المعتزلة لأحمد بن يحيى بن المرتضى: 118.

(3) انظر شرح المقاصد 4: 328.

(4) انظر الذخيرة: 140، وأ مّا أبو علي فهو محمد بن عبد الوهاب بن سلام الجبائي، أبو علي (235- 303هـ) من أئمّة المعتزلة ورئيس علماء الكلام في عصره. وإليه نسبة الطائفة «الجبائية». له مقالات وآراء انفرد بها في المذهب. نسبة إلى‏ جبى‏( من قرى‏ البصرة) اشتهر في البصرة، ودفن بجبى ‏، له« تفسير» حافل مطول، ردّ عليه الأشعري.( الأعلام للزركلي 6: 256).

(5) هو عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب الجبائي( 247- 321)، من أبناء أبان مولى عثمان: عالم بالكلام، من كبار المعتزلة. له آراء انفرد بها. وتبعته فرقة سميت« البهشمية» نسبة إلى‏ كنيته« أبي هاشم» وله مصنفات،« الشامل- خ» في الفقه و« تذكرة العالم» و«العدّة» في أُصول الفقه.( الأعلام للزركلي 4: 7).

(6) انظر المنقذ من التقليد 1: 249- 250.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.