المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4821 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تأثير الأسرة والوراثة في الأخلاق
2024-10-28
تأثير العشرة في التحليلات المنطقيّة
2024-10-28
دور الأخلّاء في الروايات الإسلاميّة
2024-10-28
ترجمة ابن عبد الرحيم
2024-10-28
ترجمة محمد بن لب الأمي
2024-10-28
من نثر لسان الدين
2024-10-28

The Chelate Effect
5-3-2019
فضائل ومناقب الامام الهادي (عليه السلام)
31-07-2015
كيف تستعمل الحشرات اجزاء فمها الماصة؟
12-1-2021
الكفار محفوفون بحجابين
2023-10-18
Physical properties of the group 2 elements
17-1-2018
التعديل الوراثي على المحاصيل
1-10-2018


القول في الشروط التي باعتبارها يحسن التكليف‏‏‏‏  
  
902   04:04 مساءاً   التاريخ: 6-08-2015
المؤلف : العلامة الشيخ سديد الدين الحمصيّ الرازيّ
الكتاب أو المصدر : المنقذ من التقليد والمرشد الى التوحيد المسمى بالتعليق العراقي
الجزء والصفحة : ج1 - ص287- 291
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / التكليف /

اعلم أنّ شروط حسن التكليف تنقسم إلى أربعة أقسام. فقسم منها يرجع إلى التكليف نفسه، وقسم يرجع إلى ما تناوله التكليف، وقسم يرجع إلى المكلّف، وقسم يرجع إلى المكلّف تعالى، وقد تتداخل هذه الأقسام بعضها في بعض، لتعلق البعض بالبعض وارتباط به.

أمّا القسم الأوّل‏ وهو الراجع إلى المكلّف لتكليف نفسه فشرطان اثنان، أحدهما أن لا يكون التكليف مفسدة لأنّ المفسدة قبيح.

فإن قيل: أليس التكليف تمكينا للمكلّف من استحقاق الثواب والعقاب بامتثال ما كلّف إقداما وإحجاما؟ والمفسدة لا تكون تمكينا، ولهذا يراعى في حدّها أن لا يكون تمكينا بأن يقال: المفسدة ما يقع عنده الفساد ولو لاه ما كان يقع ولا يكون تمكينا ولا له حظّ في التمكين، فكيف يتصوّر أن يكون التكليف مفسدة حتّى تشترطوا في حسنه أن لا تكون مفسدة؟ أولستم أجبتم عن قول من قال- تكليف من علم اللّه من حاله أنّه يكفر قبيح من حيث انّه مفسدة... وهو أن تكليفه تمكين له من أن يجعل نفسه مستحقّا للثواب والعقاب، والتمكين لا يكون مفسدة.

قلنا: بلى، التكليف تمكن من استحقاق الثواب والعقاب، ولكن بامتثال ما كلّف، فهو تمكين بالنسبة إليه، فلا تكون مفسدة فيه، ولكنّه ليس‏ تمكينا لمكلّف آخر ولا لهذا المكلّف في فعل أو ترك آخر، فيتصوّر أن يكون مفسدة فيما ليس هو تمكينا منه، فصحّ اشراط أن لا يكون مفسدة في حسنه.

والشرط الآخر يقدمه على وقت ما كلف بزمان يمكن معه أن يعلم المكلّف أنّه مكلّف بما كلّفه قبل حضور وقت ما كلّف.

و أمّا القسم الثاني‏ وهو الراجع إلى ما تناوله التكليف فشرطان اثنان أيضا، أحدهما أن يكون ما كلّف ممكنا في نفسه غير مستحيل، كالجمع بين الضدّين وإيجاد الموجود، وثانيهما أن يختصّ ما كلّف بوصف زائد على حسنه، بأن يكون واجبا أو مندوبا إليه، وهما الأولى فعله إن كان ما كلّف فعلا. وإن كان ما كلّف امتناعا وتركا، فان يكون ما كلّف الامتناع منه وبتركه قبيحا، أو يكون الأولى أن لا يفعل، إذ لا يحسن أن يقول الحكيم لغيره: افعل ما لا يترجّح فعله على تركه، او لا تفعل ما لا يترجّح تركه على فعله.

وأمّا القسم الثالث‏ وهو الراجع إلى المكلّف فشرطان اثنان أيضا، أحدهما أن لا يكون ملجأ، بأن يكون متردّد الدواعي. وثانيهما أن يكون مزاح العلّة:

ومعنى قولنا: متردّد الدواعي أن يكون له إلى الطاعة داع قويّ، كعلمه بوجوبها، أو كونها مندوبا إليها، وكونها ممّا يستحقّ عليها الثواب وأن يفعل به ما يكون لطفا له فيها، ويكون له صارف قويّ عنها بأن يشقّ عليه فعل ما كلّف فعله والامتناع ما كلّف الامتناع منة لأنّه إن لم يكن كذلك وكان ملجأ لم يستحقّ مدحا ولا ذما ولا ثوابا ولا عقابا. فيبطل ما هو الغرض بالتكليف من التعريض للثواب.

وأمّا كونه مزاح العلّة فبأن يكون متمكّنا ممّا كلّف بالإقدار وبجميع ما يحتاج الفعل إليه فإن كان يحتاج في الفعل إلى آلة وجب أن تكون حاضرة عنده أو يتمكّن هو من إحضارها، وإن كلّف فعلا محكما، وجب أن يكون عالما به او متمكّنا من العلم به، وإن كلّف علما وجب أن يكون متمكّنا من دلالة يصل بالنظر فيها إلى ذلك العلم، وإن كلّف ظنّا وجب أن يكون متمكّنا من أمارة يصل عندها إلى ذلك الظن.

ويجب أن يتقدّم الدلالة والأمارة بزمان يمكن أن يحصل فيه النظر في الدلالة والأمارة فيؤدّي إلى العلم والى الظنّ في الوقت الذي يجب وجودهما فيه.

ويجب أن يكون كامل العقل، ليتمكّن من النظر في الدلالة والأمارة.

ويجب أن ينبّه على ما كلّف بالخواطر عند ذهوله وسهوه عنه لأنّه لا يمكنه امتثال ما كلّف من دون ما ذكرناه وتكليف ما لا يمكنه قبيح.

وقد يعدّ في إزاحة علّته حصول ما هو لطف له فيما كلّفه أو تكليف تحصيله إن كان اللطف من فعله ومقدوره.

فجميع ما ذكرناه داخل في كونه مزاح العلّة.

وأمّا القسم الرابع‏ وهو الراجع إلى المكلّف تعالى فأمور.

منها أن يعلم جميع ما ذكرناه من أحوال المكلّف والتكليف وما يتناوله التكليف فعلا وامتناعا، لأنّ ما ذكرناه من أحوال هذه الأشياء هو شروط حسن التكليف، فلا بدّ من أن يعلمها تعالى ليحسن منه التكليف، ولا شكّ في أنّه جلّ جلاله يعلم جميع ذلك، لكونه عالما بجميع ما يصحّ أن يعلم من حيث انّه عالم لذاته من دون اعتبار مخصص.

ومنها: أن يكون غرضه أن يطيع المكلّف فيثيبه إن أطاع، لأنّه إن لم يكن غرضه الطاعة، لم يكن قد كلّفه الطاعة.

ومنها: أن يكون عالما بأنّه تعالى سَيُثيبه إن أطاع لأنّه إنّما يحسن التكليف لتعريض الثواب، ولا يكون التكليف تعريضا له، إلّا إذا علم المكلّف أنّه سيثيبه إن أطاع، وهو لا بدّ أن يثيبه إن أطاع، لئلّا يكون قد ظلمه، فلا بدّ أن يعلم ذلك لما سبق من أنّه يعلم جميع ما يصحّ أن يعلم.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.