المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4821 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تأثير الأسرة والوراثة في الأخلاق
2024-10-28
تأثير العشرة في التحليلات المنطقيّة
2024-10-28
دور الأخلّاء في الروايات الإسلاميّة
2024-10-28
ترجمة ابن عبد الرحيم
2024-10-28
ترجمة محمد بن لب الأمي
2024-10-28
من نثر لسان الدين
2024-10-28



التكليف  
  
854   08:29 صباحاً   التاريخ: 20-11-2014
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : .....
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / التكليف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-11-2014 3108
التاريخ: 20-11-2014 1310
التاريخ: 20-11-2014 657
التاريخ: 5-07-2015 1120

 ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻟﻐﺔ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻔﺔ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﺸﻘﺔ ... ، ﻓﺎﻟﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺊ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻣﻦ ﺗﺠﺐ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ ﻷﻥ ﻭﺟﻮﺏ ﻃﺎﻋﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺎﻟﻨﺒﻲ (ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ) ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻭﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﺗﺎﺑﻊ ﻭﻣﺘﻔﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ (1). ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺸﻘﺔ، ﺍﺣﺘﺮﺍﺯ ﻋﻤﺎ ﻻ ﻣﺸﻘﺔ ﻓﻴﻪ، ﻛﺎﻟﺒﻌﺚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻜﺎﺡ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺬ ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺬﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻭﺍﻷﺷﺮﺑﺔ. ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺑﺸﺮﻁ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺃﻱ ﺑﺸﺮﻁ ﺇﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ. ﺑﻤﺎ ﻛﻠﻒ ﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﻦ ﺷﺮﺍﺋﻂ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﺷﺮﺍﺋﻂ ﺣﺴﻨﻪ ﺛﻼﺛﺔ:

(ﺍﻷﻭﻝ): ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﺭﺑﻌﺔ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ ﻓﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻗﺒﻴﺢ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻔﻌﻞ. ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺇﻣﻜﺎﻥ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻷﻧﻪ ﻳﻘﺒﺢ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﺎﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ. ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺛﺒﻮﺕ ﺻﻔﺔ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻨﻪ ﺇﺫ ﻻ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺡ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ): ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﻭﻫﻮ ﻓﺎﻋﻞ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﺃﺭﺑﻌﺔ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻦ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﺴﻨﺎ ﺃﻭ ﻗﺒﻴﺤﺎ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻘﻪ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺏ ﻭﻋﻘﺎﺏ. ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺣﻘﻪ. ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﻛﻮﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻓﺎﻋﻞ ﻟﻠﻘﺒﻴﺢ.

(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ): ﻋﺎﺋﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻭﻫﻮ ﺛﻼﺛﺔ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ ﻛﺘﻜﻠﻴﻒ ﺍﻷﻋﻤﻰ ﺑﻨﻘﻂ ﺍﻟﻤﺼﺤﻒ ﻭﺍﻟﺰﻣﻦ (2) ﺑﺎﻟﻄﻴﺮﺍﻥ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻤﺎ ﻛﻠﻒ ﺑﻪ ﺃﻭ ﺇﻣﻜﺎﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﻪ، ﻓﺎﻟﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻤﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺬﻭﺭ. ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺇﻣﻜﺎﻥ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺛﻢ ﻣﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺇﻣﺎ ﻋﻠﻢ، ﺃﻭ ﻇﻦ، ﺃﻭ ﻋﻤﻞ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﺈﻣﺎ ﻋﻘﻠﻲ، ﻛﺎﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺻﻔﺎﺗﻪ ﻭﻋﺪﻟﻪ ﻭﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﺍﻹﻣﺎﻣﺔ، ﺃﻭ ﺳﻤﻌﻲ ﻛﺎﻟﺸﺮﻋﻴﺎﺕ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻈﻦ ﻓﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻜﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ.

ﻗﺎﻝ: (ﻭﺇﻻ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻐﺮﻳﺎ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ ﺣﻴﺚ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺯﺍﺟﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ).

ﺃﻗﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ (3) ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻸﺷﻌﺮﻳﺔ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺷﻴﺌﺎ ﻻ ﺗﻜﻠﻴﻔﺎ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻩ.

ﻭﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻋﻼ ﻟﻠﻘﺒﻴﺢ. ﻭﺑﻴﺎﻥ ﺫﻟﻚ: ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﺸﻬﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﺢ ﻭﺍﻟﻨﻔﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﺑﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻘﺮﺭ (4) ﻋﺒﺪﻩ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻠﻔﻪ ﺑﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﻗﺒﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﻳﻌﺪﻩ ﻭﻳﺘﻮﻋﺪﻩ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻐﺮﻳﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﺍﻹﻏﺮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻘﺒﻴﺢ ﻗﺒﻴﺢ.

ﻗﺎﻝ: (ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﻻﺳﺘﺴﻬﺎﻝ ﺍﻟﺬﻡ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﺮ).

ﺃﻗﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺟﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻘﺪﺭ، ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﺯﺍﺟﺮﺍ ﻋﻨﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺩﺍﻋﻴﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﺑﺪﻭﻧﻪ. ﺃﺟﺎﺏ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﻷﻧﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺴﻬﻞ ﺍﻟﺬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﻊ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﻃﺮ ﻣﻨﻪ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺎﻫﺮﺓ ﻟﻠﺪﻭﺍﻋﻲ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ (5).

ﻗﺎﻝ: (ﻭﺟﻬﺔ ﺣﺴﻨﻪ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﺾ ﻟﻠﺜﻮﺍﺏ ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻟﻠﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻻﺟﻼﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ). ﺃﻗﻮﻝ: ﻫﺬﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﺟﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻘﺪﺭ، ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺃﻥ ﺟﻬﺔ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ، ﺇﻣﺎ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﻗﻄﻌﺎ، ﺃﻭ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ، ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﻟﻮﺟﻬﻴﻦ: ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻩ ﻣﻜﻠﻒ ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻟﻪ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﺑﺘﺪﺃ ﻓﻼ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺗﻮﺳﻂ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ.

ﺃﺟﺎﺏ ﻋﻨﻪ، ﺑﺄﻥ ﺟﻬﺔ ﺣﺴﻨﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﺮﻳﺾ ﻟﻠﺜﻮﺍﺏ ﻻ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ، ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻳﺾ ﻋﺎﻡ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﻭﻛﻮﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻣﻘﺪﻭﺭﺍ ﻟﻠﻪ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ ﻣﺴﻠﻢ، ﻟﻜﻦ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺀ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻮﺳﻂ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ، ﻷﻧﻪ ﻣﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ، ﻭﺗﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻗﺒﻴﺢ ﻋﻘﻼ. ﻭﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﻓﻲ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ، ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻟﻠﺘﻌﻈﻴﻢ، ﻓﺎﻟﻨﻔﻊ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺘﻔﻀﻞ ﻭﺍﻟﻌﻮﺽ، ﻓﺒﻘﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﺘﻔﻀﻞ، ﻭﺑﻘﻴﺪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻟﻠﺘﻌﻈﻴﻢ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻌﻮﺽ (6).

_______________________

(1) ﻛﺒﻌﺚ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻭﻟﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﻏﺮﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻬﺎ ﻭﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻛﻠﻔﻪ ﺑﻬﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪ ﻓﺈﻥ ﻃﺎﻋﺘﻬﻢ ﻣﺘﻔﺮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﻤﻠﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻ ﻳﺴﻤﻰ ﺗﻜﻠﻴﻔﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ.

(2) ﺍﻟﺰﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﺎﻫﺔ ﻭﺭﺟﻞ ﺯﻣﻦ ﺃﻱ ﻣﺒﺘﻠﻰ، ﺯﻣﻦ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻓﻬﻮ ﺯﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﻳﺪﻭﻡ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻃﻮﻳﻼ (ﻡ. ﻉ).

(3) ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﻋﻘﻼ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺃﻣﺎ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻓﻘﺪ ﻧﻔﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ [ﺍﻟﺨﻠﻖ] ﻣﻨﻪ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺼﻨﻒ ﺑﻘﻮﻟﻪ (ﻭﺇﻻ ﺍﻟﺦ...).

(4) ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻭﺍﻹﻗﺮﺍﺭ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻳﻘﺎﻝ ﻗﺮ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮ.

(5) ﻓﺈﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻻ ﻳﻌﺒﺄ ﺑﺎﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ، ﻭﻳﺘﺮﺟﺢ ﺷﻬﻮﺗﻪ ﻭﻣﻴﻠﻪ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺑﻤﺪﺣﻪ ﻭﺫﻣﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺇﻻ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺴﺘﻘﻞ ﻋﻘﻮﻟﻬﻢ ﺑﺤﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﻗﺒﺤﻪ، ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﻓﻼ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺍﻻﻏﺮﺍﺀ ﻭ [ﻫﻮ ﺭﺩ] ﺃﻥ ﺟﻬﺔ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﺬﻟﻚ ﺇﺿﺮﺍﺭ ﻭﻫﻮ ﻗﺒﻴﺢ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻓﻬﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﻟﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻳﻤﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻓﻼ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻪ ﺛﻮﺍﺏ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻣﻜﻠﻒ، ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﺑﻼ ﺗﻮﺳﻂ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ [ﻓﻜﺎﻥ] ﻻ ﻟﻔﺮﺽ (ﺱ ﻁ).

(6) ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻓﻲ ﺍﺻﻄﻼﺡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﻔﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻥ ﻟﻠﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭﺍﻻﺟﻼﻝ (ﺱ ﻁ).




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.