المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Aphasia
25-2-2022
شروط وجوب القضاء
31-10-2016
المناهج الحديثة في الجغرافية البشرية- المنهج الإداري (التنظيمي)
20-11-2021
أبو بكر الباقلاني
26-12-2015
Effect of precession on a star’s equatorial coordinates
5-8-2020
مصطلحات علم الكلام
12-08-2015


استراتيجيات النجاح2 ــ قوة الانضباط والالتزام  
  
3113   12:49 مساءاً   التاريخ: 1-12-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الاطلاق
الجزء والصفحة : ص125-132
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016 1894
التاريخ: 25-7-2016 2335
التاريخ: 10-4-2020 2347
التاريخ: 1-8-2022 1452

يعتبر دكتور سيونج يانج باركر رئيس مجلس ادارة شركة كيونو ومؤسس شركة طيران اسيانا واحدا من اكثر الاشخاص الناجحين في كوريا وقد بدأ والده الطريق كسائق لإحدى سيارات الاجرة وقرر ان يتوسع فقام بشراء السيارة التي يعمل عليها ثم قام بشراء سيارة اخرى. وعندما بدأ في تنفيذ احلامه توسعت شركته واحلامه حتى بنى ثروة ضخمة إلى ان قامت الحكومة بمصادرة كل ما يملكه وكان ذلك اثناء الحرب الكورية ثم توفى الرجل بعد ذلك بفترة قصيرة. ورأى دكتور باركر ما حدث لوالده فقرر ان يشتري سيارة ويقوم هو نفسه بالعمل عليها كسائق ثم قام بشراء سيارة ثانية وخصصها لاحد أفراد العائلة للعمل عليها وظل على هذا المنوال في استثمار ارباحه الى ان كون امبراطورية اقتصادية، ثم قرر أن يبدأ في مغامرة جديدة.

فاشترى سيارة اتوبيس حتى يمكنه مساعدة عدد اكبر من الناس بطريقة اسرع، وازدهر عمله حتى قام ببناء امبراطورية اخرى من خلال قافلة الاتوبيسات التي يملكها، وظل ينتقل ويتقدم من نجاح الى نجاح اكبر حتى توسع بدخوله الى مجال الطيران وكون شركة اسيانا ايرلينز وتكبد في البداية خسائر ضخمة ونصحه الناس بان يترك هذا المجال خشية ان يخسر كل شيء، ولكنه تجاهل هذه النصائح واستمر في مشروعه وبعد عقبات ونكسات كثيرة وخسارات مالية ضخمة حوّل الوضع.

واصبحت شركة اسيانا من الشركات الرابحة التي تدر عائدا يتعدى الـ20 مليون دولار سنويا. وفي مقابلة مع محطة الاخبار التلفزيونية الشهيرة (سي ان ان) سئل باركر عن سر نجاحه فكان رده (الامانة والانضباط فقد عودت نفسي على الانضباط لأحصل على ما اريد، وان اخصص وقتا للعمل ووقتا للعائلة ووقتا لصحتي وانا استمتع جدا بعملي واهدف في كل ما افعله الى الامتياز. هذا مثال لرجل بدا من لا شيء واصبح من كبار الاثرياء بسبب تكريس حياته للوصول الى اهدافه وايضا بسبب امانته وانضباطه.

حدث مرة ان طلب احد الاشخاص مساعدتي حتى يتمكن من انقاص وزنه وقال ان حياته اصبحت غاية في الارتباك بعد ما زاد وزنه الى تلك الدرجة، وقد جرب كل الطرق المطروحة للتخسيس، ولكن بدون فائدة، وعندما سالته عما يحتاجه للوصول الى الوزن المثالي كان رده (انا لا اعرف وهذا هو السبب لأني موجود هنا الان).. فسألته (اذا كان جسمك رشيقاً فما الذي تفعله حتى تحافظ على هذه الرشاقة؟).. فقال (في هذه الحالة كنت امارس التمارين الرياضية ثلاث مرات اسبوعياً على الاقل بالإضافة الى تناول الطعام الصحي ومصاحبة الاشخاص الاصحاء وربما كنت التقي مع الاشخاص ذوي اللياقة العالية حتى اقوم بعمل ما يقومون به).. وكان السؤال الطبيعي من ناحيتي هو (ولماذا لا تقوم بعمل ذلك؟) ولكنه لم يرد. هذا الرجل عنده خطة استراتيجية ممتازة لتقليل وزنه وفي امكانه ان يكون رشيقاً ويكون شعوره بالتالي افضل مما كان عليه وتكون حياته اسعد، ولكنه لم ينفذ هذه الخطة ولذلك حضر الي حتى اوجهه الى خطة سحرية!!

واذا قمنا بتحليل موقف هذا الشخص نجد انه لم تكن تنقصه اية امكانيات.. فلم يكن المال عقبة في تحقيق حلمه بدليل انه انفق الكثير على الادوية والطرق المطروحة في السوق في ذلك الوقت بالإضافة الى انه كان لديه الوقت الكافي لتنفيذ خطته فما الذي كان ينقصه بالتحديد؟.. الرد على ذلك هو انه لم يكن لديه الانضباط الذي يجعله يتصرف التصرف السليم لتحقيق هدفه. لذلك كان تركيزي في خطوات علاجه على الانضباط، وساعدته على تنفيذ خطته الاستراتيجية وتحقيقها في خطوات صغيرة اعتمدت اساسا على الاستمرارية في التنفيذ والانضباط، وساعدته على تنمية صورته الذاتية الايجابية مما اوصله في النهاية الى تحقيق هدفه... وقد نجح في انقاص وزنه بأكثر من 80 رطلا واصبح يمارس التمارين الرياضية بانتظام مرتين على الاقل في الاسبوع واصبحت حياته اكثر سعادة عما كانت عليه. في احدى محاضراتي عن سيادة الذات قلت للمشتركين.

إنهم كانوا منضبطين طوال حياتهم.. فسألني البعض باندهاش (وكيف توصلت الى ذلك؟).. فسألت احدهم (هل انت مدخن؟).. قال (نعم).. فسألته (منذ متى وكم سيجارة تدخنها في اليوم؟).. فقال (ادخن منذ عشر سنوات واستهلك علبة في اليوم).. فقلت له (الم اقل لك انك منضبط.. فانك تدخن علبة سجائر يوميا بانتظام لمدة عشر سنوات).. ثم سالت شخصا اخر (هل تشاهد التلفاز بانتظام).. فقال (نعم كل يوم تقريبا).. فسالته (منذ متى وانت تداوم على ذلك؟).. فقال (من حوالي 12 سنة).. نستخلص من ذلك انه شخص منضبط لمشاهدة التلفاز.

هذان المثالات يوضحان مدى الالتزام.. فالأول ملتزم بان يقضي على نفسه، والثاني ملتزم بان يضيع قوته!! فنحن دائما منضبطون، ولكن الكثيرين يستخدمون هذا الانضباط في تكوين عادات سلبية مثل التدخين، والاكل بشراهة، وادمان الخمور والمخدرات، ومشاهدة التلفاز بكثرة، وعدم ممارسة الرياضة.. بينما نجد الاشخاص الناجحين يستعملون قوة الانضباط الشخصي في تحسين مستوى حياتهم ليعيشوا حياة اسعد ولتحسين مدخولهم والارتفاع بمستوى صحتهم والحياة بطريقة متكاملة، فبدون الانضباط لن يكون لدينا أي طاقة لتحقيق أي هدف..

وبالانضباط الذاتي سيمكنك المداومة على التمرينات الرياضية والمحافظة بالتالي على اللياقة البدنية، وستتحكم في عواطفك تحت أي ظروف.. وبالانضباط يمكنك الاستيقاظ مبكراً، والابتعاد عن العادات السيئة كالتدخين او شرب الخمر او الشراهة في الاكل حتى لو كانت تلك العادات السيئة متمكنة منك منذ زمن طويل... وسيساعدك الانضباط الذاتي على تغيير البرمجة التي تحد من تصرفاتك الى البرمجة الايجابية التي تساعدك على توجيه طاقاتك تجاه النجاح. هذه هي قوة الانضباط الذاتي.

من السهل طبعا ان نقوم بإضاعة الوقت في الاشياء غير المجدية او الا نقوم بعمل أي شيء بالمرة، وربما يكون من السهل على الشخص ان يداوم على التدخين بدلا من الانتظام في التمارين الرياضية.. فالعادات السيئة تعطيك المتعة ولكن لمدى قصير بينما هي نفسها التي تعطيك بلا شك الالم والمعاناة على المدى الطويل. في احدى المرات قابلت سيدة في العشرينيات من عمرها في احد النوادي الرياضية، وكانت في لياقة بدنية ممتازة، وكانت عندما تقوم بتأدية التمارين الرياضية تؤديها بجدية وكان ذلك هو اهم شيء في حياتها.. فسالتها عن الوقت الذي يلزمها حتى نكون في لياقة بدنية عالية كتلك التي هي عليها؟

فردت بابتسامة وقالت (لتكون على مثل هذا المستوى من اللياقة وحتى تحافظ على ذلك يلزمك العمر كله).. وأضافت انها عندما كانت تبلغ من العمر ست سنوات كانت مجالا لسخرية زميلاتها في المدرسة حيث انها كانت بدينة جدا ثم قررت ان تضع حدا لهذا الالم الذي كانت تشعر به.. ومنذ ذلك اللحظة داومت على مزاولة التمرينات الرياضية لمدة ساعة يومياً على الاقل وانهت حديثها معي بأن قالت (انا عندي جسم واحد وحياة واحدة اعيشها فاذا لم اهتم بنفسي فمن الذي سيهتم بي).

هذه السيدة الشابة اكتشفت اسرار النجاح وبسبب اجتهادها وتكريس وقتها للتمرينات الرياضية وبسبب انضباطها الذاتي كانت تتمتع بذلك الجسم الرشيق والحياة الصحية السليمة وجعلت العادات الحسنة جزءا من حياتها بدلا من العادات السيئة.

يقول جورج برناردشو (اهتم بان تحصل على ما تحبه والا ستكون مجبرا على ان تقبل ما تحصل عليه).

لو بحثت في القاموس عن كلمة الانضباط الذاتي فستجد انها تعني التحكم في الذات.. فالانضباط الذاتي هو الصفة الوحيدة التي تجعل الشخص العادي يقوم بعمل اشياء فوق العادة، وهو الاستمرار في التصرف، وهو القوة التي تصل بك الى حياة افضل. قال دكتور روبرت شولر (لا تجعل ابدا أي مشكلة تصبح عذرا، كن منضبطا لكي تحل المشكلة).

كنت في مرة اقوم بإلقاء محاضرة عن البرمجة اللغوية العصبية في هاواي واثناء اقامتي هناك كنت ازاول رياضة الجري في الصباح ولفت نظري ان احدى السيدات كانت تقوم بالتمرين على الجري وهي تدفع امامها عربة صغيرة خاصة بالأطفال، فكونها اما ترعى طفلا صغيرا لم يمنعها ذلك من ممارسة الرياضة.

عندما كان الامريكي رون سكانلان طفلا صغيرا كان مولعا بالرياضة. وفي عام 1956 أصيب في حادث سيارة وقام الاطباء بإنقاذ حياته بمعجزة ولكنه اصيب بالشلل التام من الوسط حتى قدميه، وكان في البداية يكره كرسي المعوقين الذي يجلس عليه وظل يلعن حظه السيء، واستمر على هذه الحالة ولكنه توقف عن هذا الاحساس بعد فترة وقال في نفسه (لو ان هذا هو الوضع الذي سأبقى عليه بقية عمري فمن المفروض ان اتمتع بحياتي على ما هي عليه لأقصى درجة ممكنة).. ثم حاول الاشتراك في عدة نوادي لممارسة رياضة الكاراتيه ولكنه رفض بسبب حالته الجسمانية، واخيرا...

وافق بيل ليسلي مدرب (الكونج فو) على ان يقوم بتدريبه، وكان رون دائما اول من يحضر الى التدريب واخر من يغادر الصالة، وداوم على التدريبات، وتقدم في هذه اللعبة حتى حصل على الحزام الاسود وكان قويا جدا ويستعمل يديه والكرسي الخاص به لهزيمة أي منافس. وعندما بلغ عمره 37 سنة وصل لأعلى المستويات واصبح هو نفسه معلما وعنده مدرسته الخاصة لتعليم الكونج فو التي تستوعب حوالي 200 شخص. وفي مقابلة تلفزيونية سئل رون عن الطريقة التي استطاع بها ان يتغلب على نقطة الضعف عنده.. فقال (عندما يكون عندك هدف وتركز كل طاقتك من اجل بلوغ هذا الهدف وتضع كل امكانياتك موضع التنفيذ وتكون منضبطا فلابد ان تنجح وتحقق هذا الهدف).

قال الكاتب الامريكي جيم رون (اذا كان هناك عامل ضروري للسعي الناجح في سبيل السعادة والرخاء فهذا العامل هو الانضباط الذاتي، فهو الذي يحتوي على مفاتيح احلامك وهو الجسر الذي يربط بين افكارك وانجازاتك وهو أساس كل نجاح.. وعدم وجوده يقودك الى الفشل).

وقال هانيبال (اذا لم نجد طريق النجاح فعلينا ان نبتكره).

فالانضباط الذاتي هو المفتاح الذي بواسطته ستصل الى طريق النجاح.. وهو الذي سيساعدك على تغيير العادات والافكار السلبية وتنمية الافعال والافكار الايجابية لتحل محلها.. والانضباط الذاتي هو الذي سيجعلك دائما متحمساً من بداية الطريق الى نهايته. فابتداء من اليوم ابدا في بناء عضلات انضباطك الذاتي لأنها هي العضلات الوحيدة التي من الممكن ان تساعدك على ان تتصرف باستمرار وتضمن لك اعلى مستوى من النجاح.. وابتداء من اليوم اجعل الانضباط الذاتي هو احدى عاداتك واسمح لنفسك ان تصبح قويا وحرر نفسك من أي عادات سلبية وداوم على المثابرة في الانضباط الذاتي الايجابي. وقد قال المليونير تشارلز جيفينس (المثابرة تقضي على المقاومة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.