أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-2-2022
1829
التاريخ: 2023-04-04
1262
التاريخ: 16-6-2022
1684
التاريخ: 24-11-2016
2261
|
لكل شيء ثمن، وكلما كانت جودة الشيء أكثر كان ثمنه أكبر، ولن يحصل أحد على أي شيء إلا إذا كان مستعداً لدفع ثمنه، فمن يريد قرصاً من الخبز فإن عليه أن يدفع مقدار ما يوازي قيمته من المال، ومن يريد شراء دار للسكنى فلابد أن يدفع من المال ما يوازي قيمة تلك الدار.
أما من يريد السعادة فإن عليه أن يدفع ما يوازي قيمة ذلك، ومن يريد الحرية لابد أن يتنازل عن راحته كثمن للحصول عليها..
وهكذا فإن لكل شيء ثمنه، لن يكون لأحد من الحق إلا بمقدار ما عليه من واجب، ولن يحصل على شيء إلا إذا أعطى شيئاً مقابله، فالحياة تقابل بين الحقوق والواجبات، أي بين ما يأخذ الإنسان وما يدفع، تماماً كما أن الحركة تصرف من الطاقة بما يوازيها ، وكما تصرف الشمعة من جسدها بمقدار ما تعطي من الإنارة لما حولها.
والسؤال هنا هو: يا ترى ما هو ثمن الحب؟
ربما يقول قائل: إن ثمن الحب هو حب مثله، فحبك لأخيك هو ثمن حبه لك، لكنني أعتقد أن هذا ليس هو ثمن الحب، لأنه ليس فيه احتراق، فحبك لأخيك لا يكلفك شيئاً.
فما هو إذن ثمن الحب؟
إن الثمن هو الألم، فبمقدار ما تحب يجب أن تتحمل ألم الفراق، فهذا هو الثمن الذي ندفعه في مقابل حبنا لشخص ما، ولو لم نحب ونفرح معاً ، لما عرفنا ألم الفراق وحزن الغياب. يقول الإمام علي عليه السلام في فراق زوجته، سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام:
لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الفراق قليل
وإن افتقادي فاطماً بعد أحمد دليل على أن لا يدوم خليل
وقد يقول قائل: إذا كان الألم هو ثمن الحب، أفليس من الأفضل أن لا نحب لكي لا نتألم؟
والجواب: عندما نتذكر الأمور التي كانت بيننا وبين من نحب من بهجة وسعادة وسرور ندرك أن الحب ثمين جداً، وإنه يستحق الألم الذي سوف ندفعه ثمناً له.
ثم إنه لا يكفي أن تحب أحداً في قلبك، بل لابد أن تترجم حبك هذا في صورة كلمات وأقوال، وأعمال، ومواقف، أي في صورة رسالة تبعثها إلى من تحب، أو هدية تقدمها إليه، أو خدمة تؤديها له، أو بأي شكل آخر.
إن الحب مثل بذرة إن لم توضع في الأرض ولم يتم سقيها بالماء فلن تنمو، وإذا نمت فإنها بحاجة إلى رعاية مستمرة وإلا ستموت.. فمن أحب أحداً فلابد أن يترجم حبه بالأعمال والأقوال والكتابات والمواقف.
دع غيرك يحس بحبك له كما تحس به أنت، وأعلن عن حبك أمام الناس، فالحب كالزهر لا يستطيع العيش في الظلام لأنه بحاجة إلى النور، ومن يخفي حبه يحكم عليه بالموت حقاً.
فعلى من يحب أن يبادر إلى إظهار مشاعره، والكشف عن عواطفه، وعلى الأقل لابد أن يخبر الطرف الآخر بحبه له.
وهنا ملاحظة هامة، وهي: إن الحب الحقيقي يأتي عطاء، وليس جزاء، فمن يحب لا يقوم برد جميل غيره، بل هو صاحب الجميل.. ولا يعطي حبه بناء على طلب الآخرين وإنما يعطيه ابتداء، وليس كما يقول الشاعر:
وإني لحلو إن أريدت حلاوتي ومر إذا نفس العزوف استمرت
والحق أن المحبة بحاجة إلى أسس تعتمد عليها ، شأنها شأن أي أمر آخر :
كالبيت لا يبتنى إلا له عمد ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
فإرساء دعائم الحب يحتاج إلى قلب عقول، وجهد مبذول، وعطاء بلا دليل، ولعل من تلك الدعائم البحث عن محاسن الناس وذكرها، فإن كل واحد منا يفرح بسماع الحقيقة عن محاسنه، ويستاء لسماع مساوئه، والناس كلهم كذلك، وهذا أمر ليس بالشيء السهل، بل يتطلب منا بعض الجهد..
فمن السهل على الفرد أن يذم، وينتقد، ويذكر مساوئ الآخرين، بل إن البعض ربما يجد لذة كبيرة في أكل لحوم الناس. ولكن الصعب، الذي يحتاج إلى صدر واسع وقلب كبير، هو أن يتغاضى المرء، وأن يتسامح، وأن يمدح..
حقاً إن بذرة الحب تحتاج إلى سقي، وإلى عناية، حتى تزهر وتصبح برعماً، ثم شجرة يستظل بها الناس وتؤتي ثمارها كل حين.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|