المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الأصل العملي
9-9-2016
شرح متن زيارة الأربعين (وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلىٰ خَلْقِكَ)
2024-08-23
دليل
27-11-2019
نكران الذات
26-9-2018
الصوت والمؤثرات الصوتية والموسيقي في الصحيفة الإلكترونية
20-2-2022
[نزول آية أجعلتم سقاية فيه]
22-10-2015


ثمن الاستضاءة بالشمعة.. احتراقها  
  
1452   01:45 صباحاً   التاريخ: 1-8-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص51ــ56
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-2-2022 1829
التاريخ: 2023-04-04 1262
التاريخ: 16-6-2022 1684
التاريخ: 24-11-2016 2261

لكل شيء ثمن، وكلما كانت جودة الشيء أكثر كان ثمنه أكبر، ولن يحصل أحد على أي شيء إلا إذا كان مستعداً لدفع ثمنه، فمن يريد قرصاً من الخبز فإن عليه أن يدفع مقدار ما يوازي قيمته من المال، ومن يريد شراء دار للسكنى فلابد أن يدفع من المال ما يوازي قيمة تلك الدار.

أما من يريد السعادة فإن عليه أن يدفع ما يوازي قيمة ذلك، ومن يريد الحرية لابد أن يتنازل عن راحته كثمن للحصول عليها..

وهكذا فإن لكل شيء ثمنه، لن يكون لأحد من الحق إلا بمقدار ما عليه من واجب، ولن يحصل على شيء إلا إذا أعطى شيئاً مقابله، فالحياة تقابل بين الحقوق والواجبات، أي بين ما يأخذ الإنسان وما يدفع، تماماً كما أن الحركة تصرف من الطاقة بما يوازيها ، وكما تصرف الشمعة من جسدها بمقدار ما تعطي من الإنارة لما حولها.

والسؤال هنا هو: يا ترى ما هو ثمن الحب؟

ربما يقول قائل: إن ثمن الحب هو حب مثله، فحبك لأخيك هو ثمن حبه لك، لكنني أعتقد أن هذا ليس هو ثمن الحب، لأنه ليس فيه احتراق، فحبك لأخيك لا يكلفك شيئاً.

فما هو إذن ثمن الحب؟

إن الثمن هو الألم، فبمقدار ما تحب يجب أن تتحمل ألم الفراق، فهذا هو الثمن الذي ندفعه في مقابل حبنا لشخص ما، ولو لم نحب ونفرح معاً ، لما عرفنا ألم الفراق وحزن الغياب. يقول الإمام علي عليه السلام في فراق زوجته، سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام:

لكل اجتماع من خليلين فرقة            وكل الذي دون الفراق قليل

وإن افتقادي فاطماً بعد أحمد            دليل على أن لا يدوم خليل

وقد يقول قائل: إذا كان الألم هو ثمن الحب، أفليس من الأفضل أن لا نحب لكي لا نتألم؟

والجواب: عندما نتذكر الأمور التي كانت بيننا وبين من نحب من بهجة وسعادة وسرور ندرك أن الحب ثمين جداً، وإنه يستحق الألم الذي سوف ندفعه ثمناً له.

ثم إنه لا يكفي أن تحب أحداً في قلبك، بل لابد أن تترجم حبك هذا في صورة كلمات وأقوال، وأعمال، ومواقف، أي في صورة رسالة تبعثها إلى من تحب، أو هدية تقدمها إليه، أو خدمة تؤديها له، أو بأي شكل آخر.

إن الحب مثل بذرة إن لم توضع في الأرض ولم يتم سقيها بالماء فلن تنمو، وإذا نمت فإنها بحاجة إلى رعاية مستمرة وإلا ستموت.. فمن أحب أحداً فلابد أن يترجم حبه بالأعمال والأقوال والكتابات والمواقف.

دع غيرك يحس بحبك له كما تحس به أنت، وأعلن عن حبك أمام الناس، فالحب كالزهر لا يستطيع العيش في الظلام لأنه بحاجة إلى النور، ومن يخفي حبه يحكم عليه بالموت حقاً.

فعلى من يحب أن يبادر إلى إظهار مشاعره، والكشف عن عواطفه، وعلى الأقل لابد أن يخبر الطرف الآخر بحبه له.

وهنا ملاحظة هامة، وهي: إن الحب الحقيقي يأتي عطاء، وليس جزاء، فمن يحب لا يقوم برد جميل غيره، بل هو صاحب الجميل.. ولا يعطي حبه بناء على طلب الآخرين وإنما يعطيه ابتداء، وليس كما يقول الشاعر:

وإني لحلو إن أريدت حلاوتي              ومر إذا نفس العزوف استمرت

والحق أن المحبة بحاجة إلى أسس تعتمد عليها ، شأنها شأن أي أمر آخر :

كالبيت لا يبتنى إلا له عمد          ولا عماد إذا لم ترس أوتاد

فإرساء دعائم الحب يحتاج إلى قلب عقول، وجهد مبذول، وعطاء بلا دليل، ولعل من تلك الدعائم البحث عن محاسن الناس وذكرها، فإن كل واحد منا يفرح بسماع الحقيقة عن محاسنه، ويستاء لسماع مساوئه، والناس كلهم كذلك، وهذا أمر ليس بالشيء السهل، بل يتطلب منا بعض الجهد..

فمن السهل على الفرد أن يذم، وينتقد، ويذكر مساوئ الآخرين، بل إن البعض ربما يجد لذة كبيرة في أكل لحوم الناس. ولكن الصعب، الذي يحتاج إلى صدر واسع وقلب كبير، هو أن يتغاضى المرء، وأن يتسامح، وأن يمدح..

حقاً إن بذرة الحب تحتاج إلى سقي، وإلى عناية، حتى تزهر وتصبح برعماً، ثم شجرة يستظل بها الناس وتؤتي ثمارها كل حين. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.